نجحت الدعوات المتكررة لقيادات الإخوان المسلمين في مصر إلى ضرورة رفع الحصار الغاشم عن قطاع غزة وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، في بث حالة من الذعر والقلق المتزايد في قلوب قادة تل أبيب، وأشعلت لديهم مجدداً الهواجس حيال الصحوة الإسلامية التي تشهدها أرض الكنانة بعد سقوط النظام المصري السابق برئاسة حسني مبارك، الذي حرص على حماية الكيان الصهيوني طوال فترة حكمه التي امتدت لثلاثة عقود متتالية.
وقد زخرت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير المجيدة بالكثير من التقارير والدراسات التى تناولت حركة الإخوان المسلمين بالبحث والتحليل ورصد توجهاتها السياسية وتطلع قيادتها لفرض السيطرة والهيمنة على الأوضاع فى مصر، ومن أبرز تلك الدراسات، دراسة أعدتها الخبيرة الإسرائيلية راحيل أرنفلد، ونشرتها دورية "مرآه " المتخصصة فى الشئون الاستراتيجية، حيث ألقت الضوء فيها على العوامل التي ساهمت في تعاظم قوة حركة الإخوان المسلمين، وصمودها لعقود طويلة أمام بطش واضطهاد الحكم العسكري في مصر منذ ثورة 1952، لكنها تناولت في دراستها النواحي المؤسسية والاقتصادية والتعليمية التي تفوق فيها الإخوان المسلمين .
استهلت الخبيرة الإسرائيلية الدراسة التي تحمل عنوان " طريق النصر للإخوان المسلمين" ونُشرت على جزئين، بالإشارة إلى أن الثورة الشعبية فى مصر التي وضعت نهاية للنظام الديكتاتوري بقيادة حسني مبارك، جعلت حركة الإخوان المسلمين فى مقدمة ساحة الأحداث فى مصر، مضيفة أن تأثير الحركة الدينية التى تأسست عام 1928 على يد حسن البنا، تزايد بشكل كبير من خلال الدعوة الدينية التي تقودها، وسعيها لتكون أقوى الحركات الإسلامية تأثيرا فى العالم، وأن معدل انتشارها كان سريعاً للغاية.
الإخوان والشريعة الإسلامية:
وتابعت راحيل أرنفلد دراستها قائلة :"من وجهة نظر الإخوان المسلمين، الفرصة هي الأساس، صحيح أنهم لم يظهروا فى بداية الثورة الحالية فى مصر، لكنه لم تمر فترة طويلة إلى أن استغلوا الوضع. حيث كانت حملتهم الطويلة والممتدة لسنوات من أجل " الإسلام السياسي" ناجحة إلى حد بعيد، لحد بلغ بأن يعلن جيمس كلفر، مدير المخابرات القومية الأمريكية فى 12 فبراير فى جلسة استماع أمام مجلس النواب الأمريكي أن الإخوان المسلمين، هم إلى حد بعيد منظمة علمانية".
لكن الخبيرة الإسرائيلية أكدت على الطابع الديني لحركة الإخوان المسلمين وسعيها لتطبيق الشريعة الاسلامية، مشيرة إلى حوار الدكتور عصام العريان أحد قيادات الإخوان مع صحيفة فى نيويورك تايمز الذي شدد فيه على أن الإخوان يتطلعون في المستقبل إلى دولة ديموقراطية مدنية، تقوم على المعايير الدولية للحرية والعدالة، التي هي قيم إسلامية محورية. وقال : "إننا نتبنى الديموقراطية ليس كنظرية أجنبية يجب تطويعها مع الشريعة، بل كحزمة للمبادئ والأهدف الكامنة فى الاسلام، بل وتدعمه".
تحذيرات بن علي:
ونوهت الخبيرة الإسرائيلية إلى وثائق وكيليكس التى كشفت عن تعاظم قوة الإخوان، وأحصت من بينها برقية يرجع تاريخها إلى 3 مارس 2008، تشير إلى تنبؤ الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن على بسيطرة الاخوان المسلمين على مصر، والذي وصف الوضع فيها بأنه "متفجر" .
المفارقة- كما تقول راحيل- هي أن بن على لم يقدر جيدا قوة الاخوان المسلمين فى بلاده، والذين دعوا إلى مظاهرات عنيفة أطاحت به من منصبه. وفى برقية أخرى بتاريخ 23 فبراير 2010 حذر الأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة خلال حديث مع السيناتور الأمريكي جون كيري من أن :" الجميع يعلم أنه يوجد فى مصر مشكلة مع الإخوان المسلمين".
وتابعت أن وثائق ويكليكس المسربة تشير إلى أن التطلعات العلنية للإخوان لفرض الهيمنة والسلطة العالمية تتحقق، بمساعدة الدول البترولية وتأثير دول الخليج، وبالتعاون مع الغرب وبمساعدته بصمته.
وكشفت الخبيرة الإسرائيلية في دراستها النقاب عن القلق المتزايد لدى قيادات تل أبيب من وصف الإخوان المسلمين لأنفسهم بأنهم حركة ثورية سياسية واجتماعية رافضة لقيم وتأثيرات الغرب، وبخاصة على ضوء دعوة مؤسسوها إلى ضرورة العودة لفترة الخلافة الاسلامية من الناحية الاجتماعية.
وقالت :" الحركة ذات الانشطة المتشعبة وتوجهات توسعية تمتلك أكثر من 70 فرعا فى جميع أنحاء العالم، وتدعو إلى تطبيق الشريعة الاسلامية وأحكامها"، منوهة إلـى انبثاق عــدد مـن الحركات الإسلامية عن حركة الاخوان المسلمين من بينها حماس والقاعدة، إلى جانب تأسيس جمعيات مختلفة مثل المنظمات الطلابية الاسلامية ، والتي يوجد أكبرها فى الولايات المتحدة الأمريكية.
عودة الشيخ القرضاوي:
واستشهدت الباحثة الإسرائيلية بشخصية الشيخ يوسف القرضاوي كنموذج لتطور حركة الاخوان المسلمين, وقالت أنه إلى جانب اعتباره الزعيم الروحي للحركة ، فإنه يجسد جيدا الديموجوجيا الاسلامية( القدرة على التأثير) ويتمتع بوسائل عديدة، ويدعو علانية للعنف ضد الامريكيين والاسرائيليين واليهود، ومع ذلك اكتسب مكانة متميزة فى الغرب باعتباره مفكرا معتدلا .
وأوضحت راحيل أرنفلد بأن الشيخ القرضاوي يعتبر أحد العلماء المسلمين" العصريين" وهو مؤسس الرابطة الدولية للعلماء المسلمين، والمجلس الاوروبي للفتوى والابحاث، وعرض عليه مرتين تولى رئاسة حركة الاخوان المسلمين، لكنه رفض ذلك . كما أيد القرضاوي العمليات الاستشهادية ووصفها بانها عمليات جهادية ، ودعا لمقاطعة المنتجات الامريكية والاسرائيلية.
ورصدت الكاتبة العلاقة بين الشيخ القرضاوي وقطر، والتى أسهمت فى زيادة التأثير الاسلامي، ومن بينها إنشاء مركز القرضاوي للاعتدال والعصرية الاسلامية والذي أُقيم بالمدينة التعليمية فى قطر، بتكلفة ملياري دولار بتمويل من الصندوق القطري.
وأوضحت أن عودة الشيخ القرضاوي إلى القاهرة للاحتفال بسقوط نظام مبارك بعد 50 عاماً قضاها مُبعداً فى قطر وخطبته الحماسية التى القاها فى ميدان التحرير تشبه إلى حد كبير خطاب لينن فى 14 إبريل 1917 بعد عودته إلى روسيا من منفاه فى عدد من الدول الأوروبية، حيث ذكّر لينن الجماهير المحتشدة لاستقباله الأهمية الدولية للثورة الروسية، بدعوته " للقتال حتى النصر الكامل" فيما أشار القرضاوي إلى نفس المعنى بقوله أن " الثورة لم تكتمل بعد" داعياً جميع المسلمين للجهاد حتى تحرير الأقصى.
وتابعت أن خطاب القرضاوي يجسد مرة أخرى تكتيك الإخوان المتبع منذ سنوات طويلة لتوجيه رسائل مزدوجة من خلال استخدام لغة جهادية مصحوبة بخطب جماهيرية تدعو للديموقراطية والتعايش، بينما يبتلع الغرب الطعم على حد زعم الخبيرة الإسرائيلية.
وقد زخرت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير المجيدة بالكثير من التقارير والدراسات التى تناولت حركة الإخوان المسلمين بالبحث والتحليل ورصد توجهاتها السياسية وتطلع قيادتها لفرض السيطرة والهيمنة على الأوضاع فى مصر، ومن أبرز تلك الدراسات، دراسة أعدتها الخبيرة الإسرائيلية راحيل أرنفلد، ونشرتها دورية "مرآه " المتخصصة فى الشئون الاستراتيجية، حيث ألقت الضوء فيها على العوامل التي ساهمت في تعاظم قوة حركة الإخوان المسلمين، وصمودها لعقود طويلة أمام بطش واضطهاد الحكم العسكري في مصر منذ ثورة 1952، لكنها تناولت في دراستها النواحي المؤسسية والاقتصادية والتعليمية التي تفوق فيها الإخوان المسلمين .
استهلت الخبيرة الإسرائيلية الدراسة التي تحمل عنوان " طريق النصر للإخوان المسلمين" ونُشرت على جزئين، بالإشارة إلى أن الثورة الشعبية فى مصر التي وضعت نهاية للنظام الديكتاتوري بقيادة حسني مبارك، جعلت حركة الإخوان المسلمين فى مقدمة ساحة الأحداث فى مصر، مضيفة أن تأثير الحركة الدينية التى تأسست عام 1928 على يد حسن البنا، تزايد بشكل كبير من خلال الدعوة الدينية التي تقودها، وسعيها لتكون أقوى الحركات الإسلامية تأثيرا فى العالم، وأن معدل انتشارها كان سريعاً للغاية.
الإخوان والشريعة الإسلامية:
وتابعت راحيل أرنفلد دراستها قائلة :"من وجهة نظر الإخوان المسلمين، الفرصة هي الأساس، صحيح أنهم لم يظهروا فى بداية الثورة الحالية فى مصر، لكنه لم تمر فترة طويلة إلى أن استغلوا الوضع. حيث كانت حملتهم الطويلة والممتدة لسنوات من أجل " الإسلام السياسي" ناجحة إلى حد بعيد، لحد بلغ بأن يعلن جيمس كلفر، مدير المخابرات القومية الأمريكية فى 12 فبراير فى جلسة استماع أمام مجلس النواب الأمريكي أن الإخوان المسلمين، هم إلى حد بعيد منظمة علمانية".
لكن الخبيرة الإسرائيلية أكدت على الطابع الديني لحركة الإخوان المسلمين وسعيها لتطبيق الشريعة الاسلامية، مشيرة إلى حوار الدكتور عصام العريان أحد قيادات الإخوان مع صحيفة فى نيويورك تايمز الذي شدد فيه على أن الإخوان يتطلعون في المستقبل إلى دولة ديموقراطية مدنية، تقوم على المعايير الدولية للحرية والعدالة، التي هي قيم إسلامية محورية. وقال : "إننا نتبنى الديموقراطية ليس كنظرية أجنبية يجب تطويعها مع الشريعة، بل كحزمة للمبادئ والأهدف الكامنة فى الاسلام، بل وتدعمه".
تحذيرات بن علي:
ونوهت الخبيرة الإسرائيلية إلى وثائق وكيليكس التى كشفت عن تعاظم قوة الإخوان، وأحصت من بينها برقية يرجع تاريخها إلى 3 مارس 2008، تشير إلى تنبؤ الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن على بسيطرة الاخوان المسلمين على مصر، والذي وصف الوضع فيها بأنه "متفجر" .
المفارقة- كما تقول راحيل- هي أن بن على لم يقدر جيدا قوة الاخوان المسلمين فى بلاده، والذين دعوا إلى مظاهرات عنيفة أطاحت به من منصبه. وفى برقية أخرى بتاريخ 23 فبراير 2010 حذر الأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة خلال حديث مع السيناتور الأمريكي جون كيري من أن :" الجميع يعلم أنه يوجد فى مصر مشكلة مع الإخوان المسلمين".
وتابعت أن وثائق ويكليكس المسربة تشير إلى أن التطلعات العلنية للإخوان لفرض الهيمنة والسلطة العالمية تتحقق، بمساعدة الدول البترولية وتأثير دول الخليج، وبالتعاون مع الغرب وبمساعدته بصمته.
وكشفت الخبيرة الإسرائيلية في دراستها النقاب عن القلق المتزايد لدى قيادات تل أبيب من وصف الإخوان المسلمين لأنفسهم بأنهم حركة ثورية سياسية واجتماعية رافضة لقيم وتأثيرات الغرب، وبخاصة على ضوء دعوة مؤسسوها إلى ضرورة العودة لفترة الخلافة الاسلامية من الناحية الاجتماعية.
وقالت :" الحركة ذات الانشطة المتشعبة وتوجهات توسعية تمتلك أكثر من 70 فرعا فى جميع أنحاء العالم، وتدعو إلى تطبيق الشريعة الاسلامية وأحكامها"، منوهة إلـى انبثاق عــدد مـن الحركات الإسلامية عن حركة الاخوان المسلمين من بينها حماس والقاعدة، إلى جانب تأسيس جمعيات مختلفة مثل المنظمات الطلابية الاسلامية ، والتي يوجد أكبرها فى الولايات المتحدة الأمريكية.
عودة الشيخ القرضاوي:
واستشهدت الباحثة الإسرائيلية بشخصية الشيخ يوسف القرضاوي كنموذج لتطور حركة الاخوان المسلمين, وقالت أنه إلى جانب اعتباره الزعيم الروحي للحركة ، فإنه يجسد جيدا الديموجوجيا الاسلامية( القدرة على التأثير) ويتمتع بوسائل عديدة، ويدعو علانية للعنف ضد الامريكيين والاسرائيليين واليهود، ومع ذلك اكتسب مكانة متميزة فى الغرب باعتباره مفكرا معتدلا .
وأوضحت راحيل أرنفلد بأن الشيخ القرضاوي يعتبر أحد العلماء المسلمين" العصريين" وهو مؤسس الرابطة الدولية للعلماء المسلمين، والمجلس الاوروبي للفتوى والابحاث، وعرض عليه مرتين تولى رئاسة حركة الاخوان المسلمين، لكنه رفض ذلك . كما أيد القرضاوي العمليات الاستشهادية ووصفها بانها عمليات جهادية ، ودعا لمقاطعة المنتجات الامريكية والاسرائيلية.
ورصدت الكاتبة العلاقة بين الشيخ القرضاوي وقطر، والتى أسهمت فى زيادة التأثير الاسلامي، ومن بينها إنشاء مركز القرضاوي للاعتدال والعصرية الاسلامية والذي أُقيم بالمدينة التعليمية فى قطر، بتكلفة ملياري دولار بتمويل من الصندوق القطري.
وأوضحت أن عودة الشيخ القرضاوي إلى القاهرة للاحتفال بسقوط نظام مبارك بعد 50 عاماً قضاها مُبعداً فى قطر وخطبته الحماسية التى القاها فى ميدان التحرير تشبه إلى حد كبير خطاب لينن فى 14 إبريل 1917 بعد عودته إلى روسيا من منفاه فى عدد من الدول الأوروبية، حيث ذكّر لينن الجماهير المحتشدة لاستقباله الأهمية الدولية للثورة الروسية، بدعوته " للقتال حتى النصر الكامل" فيما أشار القرضاوي إلى نفس المعنى بقوله أن " الثورة لم تكتمل بعد" داعياً جميع المسلمين للجهاد حتى تحرير الأقصى.
وتابعت أن خطاب القرضاوي يجسد مرة أخرى تكتيك الإخوان المتبع منذ سنوات طويلة لتوجيه رسائل مزدوجة من خلال استخدام لغة جهادية مصحوبة بخطب جماهيرية تدعو للديموقراطية والتعايش، بينما يبتلع الغرب الطعم على حد زعم الخبيرة الإسرائيلية.