ثورة الخدمات قد تقضي على العملية السياسية برمتها..!
منذ أكثر من أسبوعين والغضب الجماهيري في المحافظات العراقية بدأ يتنامى بشكل ملفت للنظر وينتقل من محافظة لأخرى بسرعة البرق وبالتأكيد ضد سوء الخدمات والفساد المتفشي بأجهزة ومؤسسات الدولة . إن الزلزال والثورة الشبابية التي تطالب بالخدمات بدأت تنقل بسرعة من محافظة لأخرى فقبل ما جرى اليوم في واسط كانت الديوانية وبغداد والانبار وبابل على موعد مع التظاهر والاحتجاج من قبل الناقمين على أداء مجالس المحافظات وتفشي ظاهرة الفساد الإداري والمالي في عموم تلك المجالس وبنيتها التحتية. ما جرى من أحداث بمحافظة واسط أو( الكوت) كما يحلو للعراقيين تسميتها) صباح اليوم الأربعاء واقتحام مجلس المحافظة وإضرام النار بجزء من بنايات المحافظة مؤشر خطيرا جدا على أمكانية أن تقضي (ثورة الخدمات) على العملية السياسية برمتها خصوصا بعدما يأس المواطنين من جدوى وجود مجلس المحافظة أو المحافظة ، والتالي أمكانية اللجوء إلى آليات جديدة في الاحتجاج ممثل باقتحام البنايات الحكومية تتّفق أغلب المصادر السياسية على مفهوم واحد تقريبا للثورة ينص""فعل شعبيّ مسبوقٌ بتراكم الأزمات، قابل للتكرار في غيرِ دورية محدَّدة من تاريخ الشعوب، وهو فعلٌ تقودُه نُخبٌّ معيّنةٌ بهدف إسقاطِ نظامٍ سياسيٍّ أو معرفيٍّ وإبدالِه بآخرَ يُلبّي انتظار الناسِ منه." وينتظر العراقيون منذ اكثر من سبعة أعوام اي تغيير بمستوى الخدمات ولكن من دون جدوى . فالخدمات البلدية تقريبا معدومة والكهرباء غائبة والنفط شحيح والبطاقة التموينية أضحت ضربا من ضروب الخيال او حلم يراود العائلة العراقية كل شهر في بدأت أزمات اخرى تطفو للسطح بين الحين والآخر. وفوق كل هذا بدأ المواطنين (الفقراء..!!) يراقبون اقرأنهم المقربين من مسئولي الخدمات والمحافظين وهم ينعمون بأموال المشاريع من جراء الصفقات المشبوهة او الفساد الإداري والمالي الذي يمارسه العديد من هولئك المسئولين الحكوميين والذي غالبا ما يرتبطون بأحزاب السلطة. فمن منا مثلا لا يشاهد ما يحدث في بغداد من مشاريع هدفها الأول و الأخير السرقة.، !! فما جدوى تبليط شارع مثلا مرتين متتاليتين او حتى ثلاث مرات من دون وجود مشبكات للأمطار مثلا.. أو ما جدوى زراعة الحدائق العامة بأصناف من الورود وهناك مناطق تعاني العطش صيفا او حتى غياب شبكات تصريف المياه الثقيلة في عدد آخر من مناطق بغداد الحبيبة... أننا اليوم أمام مفترق للطرق فأما على الحكومة أن تحرك ساكنا وتلتفت إلى مطالب الجماهير وعلى رأسها الإطاحة برؤوس الفساد الكبيرة في المحافظات أو تغيير كل مسئولي الخدمات في المحافظات كافة او إقالة المحافظين وإنهاء تأخر توزيع الحصة التموينية وما يصاحبها من عمليات للنهب وانتفاخ( الكروش) منذ سنوات عدة.. وأما ان توجه الحكومة ثورة المنتفضين أو( ثورة الخدمات) وربما لا تحمد نتائجها أطلاقا..... وان غدا لناظره قريب