رؤوس الفساد في العراق يخافون من خطر قادم
كتابات - د. حامد عبد الكريم العنزي
توالت الاخبار بفتوحات جديدة من رموز الفساد في العراق جاءت على اثر الخوف الذي بدا يقلقهم اثر المارد العربي الذي ثار مؤخراً ..
خمسة عشر الف المالكي وبعدها الالف كيلوواط ساعة من الكهرباء مجانا شهريا من جيس الشهرستاني وعشرات التنازلات وان كانت تافهه وهزيلة وحقيرة والتي حصلت في عموم العراق من المجالس المحلية والبلديات كما حصل في مناطق بغداد وغيرها وفي المحافظات بتقديم بعض الخدمات للمواطن وان كانت كما يسميها احد المواطنين بالفتات .
لقد صدق علماء النفس بان الخوف مربك للخائف وهذا بدا واضحا من تلك التنازلات التافهه لأننا لم نشهد ان يقدم مجموعة من الرموز والمؤوسسات بالتوالي خدمات توافه للمواطن سبحان الله ( شنو هل الصدفة )
انا اعتقد ان استمرار الشعب العراقي على التظاهرات وزياداتها واستفحالها والاصرار على مطالب رئيسية بازالة اولئك النكرات الفاسدين ستثمر نتائج يرجوها الشعب العراقي خصوصا اذا اتحد بالمطالب فأن تلك التنازلات رغم خستها تعتبر دليل دامغ على الاعذار الواهية التي تشاع هنا وهناك بان خروج الشعب بتظاهرات ليس وقته وانه لايجدي نفعاً .
ان هذه الدعايات وراءها تلك الرموز واتباعهم (بلطجية ساسة الفساد ) لأبطاء الناس من التحرك ..
لقد بلغني البارحة ان هناك وفود من المعممين ووجهاء مناطق تتحرك لشيوخ العشائر في مدينة الصدر وحي طارق والبلديات يحضّونهم على خطورة ان يخرج الناس بتظاهرات وان هذا التحرك من الناس يعطي فرصة لدخول النواصب والوهابية في الجموع فتحصل تفجيرات وقتل وسيطرة على المراقد ونهبها وغير ذلك من الامور التي اسسوا في نفوس الناس خوفا منها وكل ذلك ضمن ترتيب رُتبَ له في الظلام مع المؤوسسة الدينية التي هي ورقة رابحة تتحرك عندما يضيق الخناق على رؤوس الفساد الحاكمين ليكونوا فرق انقاذ لهم عندما تصل صلاحيتهم الى النفاذ .
ولاندري هل حث الناس على ان تسير الى كربلاء بلا تنظيم وبالملايين مع الاطفال والناس لايكون فرصة لدخول الارهابين والقتلة ولماذ لم يحذروا الناس من التفجيرات وهم يمتثلون امر هو في الحقيقة امراً مستحباً في الفقه الاسلامي الشيعي بينما يمنعون الناس من الخروج والمطالبة بالحق المسلوب علما ان الفقه الشيعي يوجب المطالبة بالحقوق حال سلبها والخروج بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر خصوصا ان الامام الحسين خرج من اجل ذلك ..
وهكذا صرتم تامرون بالمستحب وتنهون عن الواجب وكل ذلك من اجل تقديم المصالح ولو اقتضى تحريف الذكر .
هناك فرق بين الامرين فان في الاول وهو خروج الناس الى الزيارة يريدون استغلال الناس فيه عاطفيا بانهم هم رعاة الدين وسدنته وهم المحافظين على نهج اهل بيت النبي خصوصا حينما يستغلون هذا المشي المليوني لاغراض ولائية وكسب عواطف الناس كما فعلوا في صحن الامام الحسين عليه السلام لما اعتلت الاهازيج ( تبقى بس انت الولي تبقى ياسيد علي ) ويقصدون بذلك السيستاني لتكون قناة كربلاء الرائدة في نقل هذه المراسيم الولائية للسيستاني في مناسبة كان المفروض ان يهتفوا للحسين عليه السلام وهو صاحب المناسبة .
بينما يمنعون الناس بالخروج في تظاهرات واعتصامات لأن ذلك يسبب خطر للوجه الاخر لاولئك المعممين وتلك المؤوسسة الدينية لأن الساسة الفاسدين هم الوجه الاخر لاولئك المعممين والمؤوسسة الدينية التي يقودها السيستاني من ذيل وايران من ذيل .
نحن نرجو من المتظاهرين ان يتعلموا من الشعب المصري التصميم والارادة وان لاينخدعوا بعروض تافهه من اولئك السراق والمفسدين عشاق السلطة والكراسي ولو عرضوا عليكم المال والذهب فنحن شبعنا وعودا وان ثمان سنين كافية ان نمل ولانثق بوعود فارغة .
وليتذكر الناس خطابات مبارك الاخيرة والتي قدم فيها تنازلات للشعب المصري بتغيير بنود الدستور ومعاقبة المتورطين بقتل المتظاهرين وامور اخرى الا ان الشعب اصر واصر على رحيل مبارك ولم يثق بتلك الوعود التي جاءت اثر اعتصامات وتظاهرات ودماء .