بعض فضائل رمضان وأنه ليس للتوسع في المستلذات
===========
الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله, يقول الله تعالى في القرءان الكريم "شهر رمضان
الذي أنزل فيه القرءان هدًى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم
الشهر فليصمه".
أيها الإخوة كنا من أيام معدودة نعد الأيام وننتظر بشوق وشغف شهر الصيام رمضان.
رمضان موعدٌ مع طاعة الله ومناسبةٌ للتزود لما فيه رضا الله.
رمضان شهر فيه ليلة الليالي ليلة القدر العظيمة.
رمضان شهر تطهير النفوس من الشوائب والأدران.
رمضان شهر البركة والرضوان.
رمضان شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وءاخره عتق من النار.
رمضان
شهر المواساة شهر الإطعام شهر قراءة القرءان شهر العبادة والاعتكاف في
المساجد وليس شهر الطعام والشراب وليس شهر التخمة والنوم والكسل، نعم ليس
شهر الطعام والتوسع في المستلذات.
رمضان شهر الزهد، والزهد هو قطع النفس عن اتباع المستلذّات والمستحسنات.
فاعزم
في قلبك أخي المسلم أن تقتدي في رمضان في هذا الشهر العظيم المبارك برسول
الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يمر عليه الشهر والشهران ولا يوقد
في بيته نار . وإن أكل في غير رمضان كان يأكل تسع لقيمات صباحًا وتسعًا
مساء فقط لاغير .وتذكر قول الله تعالى "وما الحياة الدنيا إلا متاع
الغرور" يعني لذة تشغل الانسان عن الامور المهمة .
فلا تشغل فكرك
بما ستأكل عند الإفطار في رمضان بل اشغل فكرك بأي مسجد أو مصلى ستحضر
اليوم لدرس ديني لمجلس وعظ أو ذكر أو لصلاة قيام رمضان.
فتواصوا
يا اخواننا في الله -يرحمكم الله تعالى- بترك التنعم فالاستمرار كل اليوم
على الطعام اللذيد لا خير فيه .أولياء الله لا يشكلون، يأكلون شكلا واحدا
من الطعام فقط .
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أياما عديدة
يواصل على التمر والماء عند الغداء والعشاء تمر وماء تمر وماء .وأحيانًا
خبز مفتوت والمرق هذا في الأقل وخبزه كان من الشعير ما أكل قط خبزا مرققا
يعني الخبز الصافي اللين . ويروى عن سيدنا عيسى المسيح عليه السلام أنه
قال " لبس المسوح واستفاف الرماد والنوم على المزابل كثير على من يموت "
.وللملاحظة إخوة الإيمان أنبياء الله لاينامون على المزابل .وإنما معنى
كلامه عليه السلام أن النوم على المزابل أهون من القبر.
القبر بيت
ظلمة ووحشة ، نسأل الله تعالى أن يوسع علينا قبورنا نسأل الله تعالى أن
ينور لنا قبورنا وأن يرزقنا فقه فضائل رمضان واتباعها.
إخواني إن في كلام سيدنا عيسى عليه السلام ترغيبًا لنا بالآخرة تزهيدا لنا بهذه الدنيا الزائلة الفانية .
فيا
عجبا كل العجب ممن أيقن بزوالها وتقلبها بأهلها !؟ كيف يرغب فيها ويطمئن
إليها وينكب عليها ؟!! ومن الناس من ينكب على الدنيا في رمضان أكثر من
غيره من الشهور والمطلوب العكس أي أن يزهد في الدنيا أكثر في رمضان .
فالغافل من مر عليه تعاقب الليل والنهار وتعاقب الأهلة والسنوات وهو لا
يقف عند هذا التغير والتبدل إلا ليأكل وينام
إذا كنت في الدنيا بصيرا فإنما ****** بلاغك منها مثل زاد المسافر
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه ******* فما فاته منها فليس بضائـر
فمن
أراد الله به خيرا يحب علم الدين ولا يشبع منه وخصوصا في رمضان وقد ورد عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " لا يشبع مؤمن من خير يسمعه حتى
يكون منتهاه الجنة "فلا ينبغي أن يقول المؤمن أنا عملت كذا وكذا من
الحسنات فيتقاعس عن الازدياد فينبغي أن يكون دائبا في طلب المزيد من عمل
البر وعلم الدين في رمضان وغيره الى الممات.
إخواني أيام الدنيا
قصار وأيام الآخرة طوال مهما أكثر الانسان من الحسنات فإنه ينتفع بها في
الآخرة التي ليس لها نهاية .فأقبلوا في شهر رمضان شهر التوبة والرحمة
والمغفرة شهر القرءان شهر الفتوحات والبطولات الى الخيرات والبركات وأعمال
البر والطاعات وتعلم علم الدين وتعليمه للناس ولاسيّما علم الدين الضروري
.وتذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود ما يكون في رمضان .
وهو
القائل صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم
من ذنبه" وإن شاء الله سيكون لقاؤنا الجمعة المقبل مع خطبة مهمة ، ادعوا
الناس إليها ، وهي عن أحكام الصيام وكيفية ثبوت هلال رمضان والإعلان عن
أنشطة جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية في هذا الشهر الكريم.
اللهم
إنا نسألك حبك ، وحب من يحبك ،والعمل الذي يبلغنا حبك ، اللهم اجعل حبك
أحب إلينا من أنفسنا وأهلنا ومن الماء البارد ، وأعنا على القيام والصيام
وتعلم وتعليم علم أهل السنة والجماعة بجاه محمد عليه الصلاة والسلام