استكمالاً لما سبق من
الصبر على المرض
وفي مقابل المؤمن الثابت كالطود الشامخ امام نوائب الدهر
صنف آخر من البشر لا يلوح له البلاء إلا وتنهار قواه ويهتز كيانه
ولا يلبث ان يسقط في مايعترض سبيله من فتن وهذا شأن
المنافقين ومن قالوا آمنا بألسنتهم ولم يدخل الايمان في قلوبهم
ليس من مات فاستراح بميت
إنّما الميت ميّت الأحياء
إنّما الميت من يعيش ذليلاً
سيّئاً باله قليل الرّجاء
هذا هو الأجر فلماذا الحزن .. ؟
وما ابلغ ماقال الرافعي :
[ ما أشبه النكبة بالبيضة، تحسب سجنا لما فيها،
وهي تحتوطه وتربيه وتعينه علي تمامه،
وليس عليه إلا الصبر إلي مدة والرضا إلى غاية، ثم تنقف البيضة فيخرج خلقا
آخر،
وما المؤمن في دنياه إلا كالفرخ في بيضته،
عمله أن يتكون فيها، وتمامه أن ينبثق شخصه الكامل، فيخرج إلى عالمه الكامل ].
فطوبى للصابرين والعاقبة للمتقين
ويقول صل الله عليه وسلم .-
ما يصيب المسلم ، من نصب ولا وصب ،
ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها ، إلا كفر الله بها من خطاياه
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 5641
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
انها ساعات الحصاد بعد مضي ساعات الزرع في الحياة الدنيا
وحين يبدو النعيم والثواب الجزيل لأهل البلاء ساعتها يتمنى
اهل البلاء لو انه قد زيد في بلائهم أو لو ان جلودهم قد قُرضت
بالمقاريض فأبشر و لاتحزن ياصاحب الهم والحزن
وللحديث بقيه