تحياتي الخضراء المعبقة بعطر الندى في السراء و الضراء
أحببت أن أنقل لكم هذا الحوار الذي جرى بين صديقين
أنا و صديقي أماسين
لم أجد له عنوانا مناسبا
الأول: لكي تصل الى ما وراء المستحيل، عليك باقتناء تذكرتين، تذكرة لرحلة الى المستجيل، و من ثمة تذكرة الى ما وراء المستحيل
الثاني: أنا لا محل لها من الاعراب، أنا أداة إجرام لا محل له من العيش
الأول: هذا يعتمد على المتكلم
الثاني: و على المخاطب أيضا
الأول: أحيانا
الثاني: دائما ما يعتمد الأمر على المخاطب
الأول: كيف ذلك؟
الثاني: المتكلم مجرد وسيلة فالمطلوب كله يعتمد على المخاطب أما المتكلم تنتهي صلاحيته عند آخر كلمة
الأول: أحيانا يعجز الكلام عن تبليغ الرسالة، فتعوضه الأحساسيس و الاشارات
الثاني: و أحيانا تكون الأحاسيس كادبة و خادعة
الأول: لا يا عزيزي، الاحاسيس لا تخطئ، بل من الممكن القول أن الانسان يتخفى في زي ممثل متعدد الأدوار، بصيغة أخرى، منافق
الثاني:
قد يكون كلامك صحيحا لكن عندما نجعل الأحاسيس خائنة بالرغم من صدقها فما
فائدتها لأننا غالبا ما نكشف صدقها بعد فوالت الأوان
الأول: اذن نحن من يتدخل في الأحاسيس
الثاني: بل الأحاسيس هي من تجرفنا
الأول: نحن من نسمح لها بذلك
الثاني:
ظنا أنها تجرفنا نحو الأفضل فالمشاعر مهما كانت و من من كانت فهي نقطة ضعف
أي كان فنرحل عن أنفسنا لنعيش الحلم الوردي لكن البؤبؤ أخطأ في تعيين
الألوان و لم يكشف الأمر إلى بعد أن تدمرت الأنا في انتظار الهو
الأول:
أكيد، فالأحلام الوردية تتزين لنا بمجرد رؤيتنا لبصيص أمل تشع عبر شعاع
الأحاسيس، فلو كان الانسان متشائما لكان ذلك أفضل فعلى الأقل هو دائما
يحتمل أكبر الخسائر فلا يمكن أن يخسر أكثر من ما توقع
الثاني: لا أعرف من يشبه الآخر أنا أم أنت
الأول: هذا يعتمد على المتكلم او المخاطب على حد تعبيرك
الثاني:
أقول دائما أن الدنيا تود إرجاعي إلا الخلف فأفكر مليا في لو أجعل نفسي
سهل المنال للدنيا فأنا لن أتحمل عبئ مواجهة التيار و هي لن تعبأ بي
الأول: أظن أن كرهك للعيش في الدنيا جعلت الدنيا تفكر في العيش فيك فعوضا من أن تكون الدنيا وطنا لك، أصبحت انت وطنا لها
الثاني:
أخطأت في تعبيرك لو كنت موطنا للدنيا لكنت أحمل كل معانيها الورود مع
الأشواك الحب و الكراهية السعادة و الألم، لكني لم أحضى إلا ببقايا ألم
يتجوف داخلي ، الدنيا لا تعيشيني بل تديقني المر رغم أنفي
الأول: لأننا نحن من يصنع الدنيا، ليست الدنيا من يصنعنا، نحن من يصنع تلك الورود و تلك الأشواك
الثاني:
لا نحن نجد الورود لكننا لا نقربها ليس خوفا أو رهبة لا لأن شعور غريبا
يتملكنا بأن لتلك الورود ليست سوى صورة كادبة لحياة قاسية
الأول: احتمال، و ربما نقترب من تلك الورود لنقطفها، فتموت تلك الوردة بعد لحظات، معلنة نهاية احلامنا
الثاني: احتمال
الأول: و كل الطرق تؤدي الى مملكة الأحزان
الثاني: لكن يا صديقي هدا يعلن عن ضعفنا و احقارنا لأنفسنا أم أني مخطئ
الأول: لا يا عزيزي، ليس احتقارا لأنفسنا، بل تكيفنا على ما نحن عليه، بمعنى آخر انعدام الارادة التي تدفعنا الى تحدي المستحيل
الثاني: هدا ليس تكيفا بل استسلام
الأول: انعدام الارادة يعني الاستسلام بشكل أو بآخر
الثاني:انعدام
الإرادة أو تلقي صفعات متتالية تجعل المرء يحس بتفاهة أهدافه التي كانت في
نطاق المستحيل ،التي كان يؤمن بتحققها التي كان سيدفع من أجلها الغالي و
الرخيص تبا لها من حياة تربك أحلامنا و تفتك بآمالنا لتجعل أضحوكة أنفسنا
الأول: بل و يحس بغبائه الذي جعله يفكر يوما فيما فكر فيه و الملاذ الوحيد هو الندم أو التذمر أو الدموع
لكل طريقته
الثاني: لا أعلم لما أنت مثلي
الأول: هنا أتذكر مقولة كانت تعجبني لما دخلت بعضوية مجرد أوهام
أردت أن أخدع الحياة لأعيش كما تريد نفسي، فخدعتني نفسي و عشت كما تريد الحياة
الثاني: لا تحاول مرة أخرى خداع نفسك
الأول: ههههههه، تلك مجرد مقولة اعتمدتها كحكمة بعضوية مجرد اوهام
الثاني: أود فعل شيء يبين لبعض الناس أني محق لكني لست الشجاع لفعل دلك
الأول: ليس عليك أن تبين أي شيء، المهم ان تؤمن بأنك أنت على حق
الثاني: أصبحت لا أؤمن بشيء
الأول: اذا كنت غير مقتنع بما أنت عليه و ما هو حقيقة في نظرك، فكيف عساك ستوصل الرسالة للآخرين؟
الثاني: لم أعد أحتاج لإيصال أي شيئ لم يعد يهمني شيئ
الأول: هذا يتنافى مع ما قلته سابقا
قلت انك تود فعل شيء يبين ... أليس كذلك؟
الثاني: سابقا كنت أكثر غباءا
الأول: و الآن؟
الثاني: أما الآن فأنا لا أنوي شيئا
كنت أحب بعمق كنت موطنا لأشياء لو سمت لكنت إنسانا
الأول: الحب ليس كل شيء، للأسف
الثاني:
لقد كنت مستمتعا بتحدي كل من يقول أن النهاية السعيدة هي أكبر من أن تكون
مستحيلا ، كنت أسير دائما ضد التيار لأحيي ما بداخلي
الأول: عزيزي، نصيحة مني لك، اقبلها او ارفضها، لا يوجد بما يسمى نهاية سعيدة الا في افلام الكرتون
الثاني: رغم أن النهاية لم تكن سعيدة إلا أني أؤمن بوجودها
لكني الآن منهك القوى لا يسعني سوى أن أختار هامش أقضي فيه تلك الأيام التي تفصلني عن النهاية
الأول: و هل تعتقد أن الهامش سيسعك؟
الثاني: نعم لأنه لن يحضى باهتمام أحد
الأول: أرأيت؟ دائما ما تسمح للأمل أن ينفذ عبر مسام أحلامك، مع أنك قلت انك لم تعد تؤمن بشيء
الثاني: لا أنت مخطئ لأن من الصعب أن تتخلى عن شيء كنت تؤمن به بقوة
الأول: اذا لا زال هناك امل؟
الثاني :و النهاية ليس ما تتوقف فيه الأمور في هده الرحلة ، النهاية هي الموت، لم يعد الأمل موجودا
الأول: أجل، الموت
بمعتى آخر، الفراق
بمعنى آخر الدموع و أحزان
بمعنى آخر، لا توجد نهاية سعيدة
الثاني: الحياة ليست عملية حسابية لكي تجزم بأن الموت و الحزن و الفراق هم حتميون ، لا فليس كل من يموت يبكيه الناس
الأول: عزيزي، لا يهمنى أمر الناس، يهمني أمر من احب، فلو كتب للحب النجاح، و قامت علاقة حب، فلابد من الفراق
الثاني: و أنا كان يهمني أمره و لازال، لاني لا أجيد الكدب، و أكرر مرة ثانية و ثالثة، ليست كل نهاية حزينة
الأول: كيف؟؟
الثاني: ليس كل حب مصيره الفشل
الأول: لكن يا عزيزي، لكل لحظة سعيدة نهاية، علاقة حتمية، كما أنني لم أقل الفشل
الثاني: و لكل حزن نهاية
الأول: قلت نهاية؟؟ اذن ما هي نهاية الحزن؟
الثاني: لا أحد يعرف ما طبيعة النهاية ، نهاية الحزن هي السعادة و نفس الشيء
الأول: بطبيعة الحال، علاقة حتمية، فلا يمكن لنا تقدير السعادة بدون تذوق مرارة الأسى، و العكس صحيح
الثاني: نعم لكن أتعرف أن أغلب النهايات سعيدة
الأول: اذن مادامت نهاية الحزن هي السعادة، فهناك امل، يبقى السؤال هو متى؟
الثاني: أمل في مادا، أن تسعد كي تحزن مرة أخرى ، لا أود خداع نفسي مرة أخرى
الأول: أفضل من أن تبقى حزينا
الثاني: أريد أن أوضح لك شيئا
الأول: تفضل
الثاني: عندما أحببت ارتأت لي كل الآمال و العهود ، أصبحت مجنونا أسير بقوة نحو الهدف، أصر على التحقيق
لكني اليوم أحس أني لن أقوى على مبارحة الأرض ثانية
الأول: طبيعي، فالحب يجعلك تحلم، تطمح، يعطي للحياة معنى
الثاني: و يجعلك تثق بأحلامك
الأول: أكيد
الثاني: أما الآن فأنا لا أثق في الأرض التي أسير عليها فمابالك أن أثق في أحلام
الأول: نعم، أعلم نوعية شعورك، للأسف، انها الحياة
الثاني: صدقني لا تعلم شيئا
الأول: حسنا، لا اعلم شيئا
الثاني: لا أريدك أن تجاريني
الأول: لست أجاريك
الثاني: أنا أعلمك يا صاحبي
الأول: و أنا أستمتع بذلك
الثاني: ههههه، كم هو صعب أن تثغر بابتسامة كادبة
الأول: ليس صعبا، كل ما عليك هو اتقان اللامبالاة
الثاني: أنت تجيدها فأنا لا
الأول: إذا لم تحاول في حبك وأخذت تبكي وتبكي على الفشل فأنت لم تكن تحب إنما كنت تتوهم الحب
الثاني: اعلم أن الشيء الوحيد الدي لا جدال فيه عندي هو أني أحب و أحب بصدق
الأول: إذا انتهت قصتك يا عزيزي نهاية حزينة فلا تبكي كالنساء إذا لم تكن أنت من أنهاها
تأكد بأنك شهم وأمين وتذكر على الفور أنك فعلت كل ما بيدك بينما فرط الآخرون
الثاني: لو كنت أجيد البكاء لما انتظرت أكثر لكننا سمينا رجالا
عار علينا البكاء لأن العالم صنفنا رجال و لم يعلم أننا أناس قبل دلك
الأول: اذن كن رجلاً ولا تبحث عن من باعك بأبخس الأثمان ، كن شريفاً ولا تقبل بالمذلة وتقبيل الأقدام
الثاني: لست مثل كل الناس أنا عندما أحببت قررت أن يعيش دلك الحب للأبد
الأول: و لكن الحب من طرفين، فما كان قرار الطرف الثاني؟
الثاني: لا ما في قلبي في قلبي و ما في قلبهم في قلبهم
كان قرار الطرف الآخر كالتالي
أريد أن أتحرر
مللتك و مللت حبك هدا
أود أن أعيش و أنعم بالأمان
أريد أن أسمع زقزقة العصافير
أود أن أستمتع بأشعة الشمس و صفاء السماء
أتعلم؟؟ كان حبي عبئا
عبئا ثقيل العيار
الأول: هذا الجواب ذكرني بجكمة تقول
اذا أردت أن تتأكد من طائر اهو ملك لك، فأطلق سراحه
فان عاد فهو لك، فان لم يعد فلم يكن لك منذ البداية
الثاني: أعجبتي ، نعم أعجبتني كثيرا، رغم معرفتي بها إلا أنها لم تخطر ببالي
الأول: و كرامتك أهم بكثير من قلبك الجريح، و مادام القلب مستمرا في النبض، فمازال هناك امل
الثاني: يبتسم
الأول: تسرني رؤية ابتسامتك هذه
الثاني: سأحاول العيش لنفسي قبل أن أعيش لغيري
الأول: حقا سررت بذلك
الثاني: أتعرف حبي علا عن أبي و أمي عن أصدقائي عن كل الناس ارتفع و صد السماء بقوة تفوق الوصف لكنه لن يموت
سأقتسمه مع من يستحقه
أبي
غني عن القول
أمي
حنان يفوق الوصف
الأول: أكيد
الثاني: و من أراد أن يمد يده لي ، لا أريد أن أسع وحدي أريد أنت كدلك أن تفكر مليا
في أن التلاعب بالناس و الجري و راء اللاشيء هو مجرد طاقة تود تفريغها
فحبدا لو تفرغها لتنتفع بها انت
الأول: ههههههههه
الثاني: أتكلم بصدق
الأول: نعم، أعلم
الثاني: و هدا ما أكرهه فيك صراحة
أحب فيك طابعك المتحدي و كل شيء
لكن أكره تلك الطباع فيك لأنها ستقضي على العفاف داخلك
كن الأفضل و لا تنظر لمن معك كيف هم
كن أسمى و أرقى ليس لهم بل لنفسك
لأنك ستموت وحيدا و لن تنظر إليهم
الأول: سبق و انمحت آخر معالم العفاف
الثاني: ستحياااا و أنت قادر على دلك، ليس بالأمر الصعب عليك
الأول: اذا لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب
الثاني: و إن أكلتك الدئاب ما المضرة ، إن مت سترتاح و إن جرحت ستعود أقوى و أقوى
الأول: المضرة في أنها ستكون نتيجة لسذاجتي
الثاني: ليست سداجة بل حسن نية
الأول: و ما الفرق، سمها ما تريد، النتيجة لن تتغير
الثاني: لن تتغير لكن أن تكون عفيفا لا يعني أن تكون ضعيفا
الأول: نعم، بكل تأكيد
الثاني: كن عفيفا و قويا ، كن حكيما
هدا ليس بالصعب فمن كانو بتلك الأوصاف أناس أيضا
الأول: صحيح، ان شاء الله
الثاني: أنت دائما ما ترمي بكلامي حدو السلة
حسنا، لا يهم المهم أنك يوما ما ستقرر أن تختار
الأول: لا بالطبع لا
أنا أحترم نصائحك بصفتك صديقي
الثاني: أنا لا أريد أن تحترمها أن أريد أن تكون أفضل مني لأنك أقوى مني
الأول: ليست قوة بل لا مبالاة بالنتائج
الثاني: لا أعلم لأني لم أجرب
الأول: أتصرف وفق اللحظة، لا أفكر كثيرا
كيف؟ لماذا؟ هل؟
فقط أتصرف، يمكن تسمية هذا بالطيش
الثاني: و أنا كدلك لكن دائما ما أتصرف كإنسان فاقد الهوية و العقل بما يعود علي بالخسارة
الأول: هذا هو الفرق
الثاني: حاولت أن أفكر أضع حدا لكن ما باليد حيلة لم أتغير و لا أعتقد دلك
الأول: أنت تتصرف وفق قلبك، أما أنا فلا
لا أسمح بتاتا بتدخل العواطف
الثاني: لا أعلم هل أهنئك أم العكس ، لكنك ما دمت مرتاحا فهدا جيد
الأول: ههههههههه، هل تسمي السعادة على حساب الآخرين راحة؟
الثاني: أتعرف رغم أن ما حدث لي آلمني إلا أني مرتاح، لأني عرفت حقيقتي
مع التوابل أي اللا مبالات أجمل راحة
الأول: هههههههه، اذن انا مرتاح
المهم
الثاني: نعم ما هو
الأول: كل شيء مقدر منذ الأزل، لكل منا قسمة و نصيب
الثاني: كدب
الأول: اذن لا تؤمن بالله
الثاني: أنا أؤمن بالله ة رسوله يا عزيزي
فقط لتوضيح فكرتي، فعندما أدخن فهدا ليس قدر و لا قسمة هدا ما أردت فعله فأعزيته للقدر
الأول: لا يا عزيزي، ذلك مقدر لك، الانسان مخير، و مسير
الثاني: لكن أن نفعل ما هو شنيع فنقول هدا مكتوب علينا مند البداية لا و ألف لا
الأول: لن يفيد مناداة حبيب لا يسمع
قد قارب يوم جديد
و لن يختلف الغد عن اليوم
الثاني: القدر هو إن جاءك الأجل هو إن سقطت في حفرة ، ليس إن أخدت و طعنت نفسك ، فتقول أنه القدر
دلك أنت أنت ليس القدر
الأول: مسألة القدر أكبر من مناقشتها في المسانجر، أستودعك الله
سأخلد للنوم
دمت بود
الثاني: أوكي تصبح على خير ، و دمت في حفظ المولى
الأول: في أمان الله
الثاني: في أمان الله يا أخا لم تلده أمي
كن أنت تنعم بنفسك
نوما هنيئا
الأول: لك أيضا
الثاني: شكرا يا غالي
الأول: العفو
النهـــاية
...