أيها الإخوة هذه قصة جني خبيث أعادنا الله منهم أسردهالكم كما حدتت...
كان
ذلك الليل أكثر الليالي رعبا فقد سلطت الطبيعة جام غضبها على سكان الأرض
...وخصوصا تلك المدينة التي أسكن فيها ..فالأمطار لم تهدا طيلة الليل
..والرعد الذي كان نادرا حدوثه في المدينة فقد زمجر حتى هرب النعاس من
أجفاننا...وعلمت أن الطبيعة في ذلك اليوم تتمخض لتلد شيئا جديدا ...ماهو
؟لا أعلم ...مر اليوم بسلام وحينما اصبحنا ...شاهدنا مافعلته الطبيعة
...وما احدتته من دمار .... ان مدينتى مدينة سلا ..مشهورة بالأولياء
والصلحاء من خلق الله ..وهي مشهورة منذ القدم بمدينة المجاهدين ...وقد
سالت عددا من الشيوخ هل نزل مثل هذا المطر من قبل ؟...لا ياولدي إننا لم
نرى منذ صغرنا مثل هذه الليلة المرعبة ...المهم نترك هذه الليلة المرعبة
السوداء وسنعود إليها في أحدات لاحقة ... فان لها دورا كبيرا في هذه
الواقعة ....
في
يوم من الأيام ..اي بعد مرور أشهر على تلك الليلة ...كنت جالسا في الليل
..ومن المعلوم اننى اسكن في بيت بنيته في سطوحنا ...واسكن فيه ...وقد
غطيته بالزنك او ما يسمى بالقصدير ...وبيتي يطل على جبل صغير ..وبالليل لا
تستطيع ان ترى ماعليه بشكل واضح ...المهم كنت جالسا وأنا استمتع بمشاهدة
ذلك المنضر الجميل ..وكان الصيف يضفى على المكان رونقا جميلا ...والنجوم
متلالاة مسرورة بذلك النسيم العليل الذي كنت استمتع به صراحة ...بعد برهة
وبعد مرور أكثر من ساعتين وأنا جالس هناك ...بدأت أنضر وكان شئ يتحرك من
اعلى الجبل .. لم أتبين في بداية الأمر شيئا ...ولم اعره اهتماما ..ولكن
المشهد تكرر ولكن هذه المرة زاد الوضوح في الرؤية شيئا .. بدا قلبي يدق
بشدة ..لا اعرف لماذا ولكن بدا يدق ويدق ..وركزت انتباهى على الشئ الذي
أراه ...ولكنني للمرة الثانية لم أتبين بوضوح ...كان شيئا يشبه الجسم
البشري .... لذلك خلته بشرا ...وكان من الاشياء العادية عندنا ان الناس
بالنهار ينزلون ويصعدون في ذلك الجبل وهو شئ عادي ولكن بالليل يكون ذلك
الشئ نادرا ...فلا تستطيع ان ترى أحدا بالليل نازلا او صاعدا إلا نادرا
...المهم ضننت أن أحدا من الناس متوعكا هناك ..فقررت أن اساعده ...وصراحة
هذا الأمر حدث معي ثلاث او أربع مرات نهارا ...فكنت أجد ناسا كبار السن
فأساعدهم ...أما بالليل فلم يحدث ذلك مطلقا ...كما ان كبار السن لايذهبون
إلى الجبل ليلا ...ولكننى لم انتبه لهذه النقطة أبدا ...المهم نزلت من
البيت وذهبت صوب ذلك الجسم الغريب ...كنت كلما اقتربت منه أتبين شكله
الفيزيائي ..اي شكل إنسان وجسم إنسان ..ولكن الغريب والعجيب في الأمر اننى
لااستطيع تبين ملامحه .... فلم أكن استطيع معرفة هل هو شاب ام رجل ام شيخ
طاعن في السن...بدا قلبي هذه المرة يدق بعنف شديد ... يستطيع الواقف من
بعيد في ذلك الليل ان يسمعه ..وندمت على خروجي في ذلك الليل ...ولكن
الأفكار تجمدت في عقلي ...وأحسست أن شعر بدني قد توقف من مكانه ...وفجأة
استدار إلى ذلك الشئ و نضر الي نظرة لم أتبين منها سوى عينين وقد خرج
منهما ضوء ابيض ناصع مثل الحليب ...هنا تجمدت وسقطت مغشيا على ...
في
اليوم التالي وجدت نفسي نائما في بيتنا وامي بجانبي وهي تقرا القران
الكريم وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ...حينما استفقت أحسست بشئ غير
طبيعي ...ولكنني سالت أمي ..ماذا جرى فنضرت الى وقالت :لقد سمعنا صرخة
صادرة من الجبل فتجارينا نحن ورجال الحى الذين خرجو أيضا ...ورأينا خيالين
من بعيد ..فخفنا في بداية الامر ولكن لان عددنا كان كثيرا هرعنا الى
المكان فرأيناك ساقطا على الأرض ورأينا شخصا يجري بيديه ورجليه صاعدا الى
الجبل ...حاولنا تداركه ولكنه كان وكانه يطير ثم غاب عنا بعد ذلك
...وعندما عدنا اليك لم تستطع ان تستفيق فحملناك معنا إلى هنا ونحن لا
نعلم عما جرى لك شيئا ... نظرت إلى أمي وقد دمعت عينان ....
ايها الإخوة لي موعد غدا معكم لأكمل لكم القصة ...لان ماسيحذت لي بعد ذلك لن يصدقه احد منكم ... وستعرفون اشياءا قد تغير أفكاركم