بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصة حبيت انقلها لكم
(( كنا مجموعة من الأطفال لا نعلم شيئا نفعل ما نفكر فيه فلا تؤاخذينا بما فعلنا في صغرنا
لقد اخبرتكم انني سأنتقم منكم ))
هكذا بدأت قصتي في عام 1986 كنت ألعب مع اصحاابي في الشارع فلا نرى حيوان الا ونطارده
ونرميه بالحجاره كنا كأي اطفال في العالم نحب اللعب و أذية الخلق .
في أحد الأيام رأينا هره سوداء اللون وبدأنا في عادتنا السيئه قمنا بمطاردتها ورميها بالحجاره
واصبت عينها بأحد الحجاره وتسببت لها بالعمى فتوقفتْ عن الجري وبدأت بالمواء فما كان
من أصحابي إلا أن بدأو بضربها بالعصي إلى ان ماتت وتركناها وبدأنا بالبحث عن قطة اخرى
وأثناء بحثنا وجدنا واحده لونها أسود وبدأنا بالجري نحوها فلم تخف منا فتوقفنا من هول المفاجأه
القطه كانت تبكي! بدأنا بفرك أعيننا لعل ما شاهدنا يكون مجرد خيال لكن لا لم يكن خيال كان
حقيقه وذلك لم يكن بالأمر المخيف لكن ما حدث تاليا لا يمكننا ان ننساه .
(( سأنتقم منكم لن أدعكم تنجون بفعلتكم قتلتم ثمرة فؤادي .))
نعم تكلمت القطه هددتنا ! بدأنا بالهرب فمن يستطيع الوقوف في وجه قطه متكلمه الحقيقه هروبنا
كان بسبب قصص امهاتنا لنا عن الخرافات فقد كنا نصدقهم فعند رؤيتنا لأي حمار نصرخ بأنه (( حمارة القايله ))
مرت الأيام والسنين ونسينا ما قد حدث وفي عام 1996 اجتمعنا نحن الثلاثه وبدأنا في تذكر الماضي :
خالد: تذكرون تلك القطه التي هددتنا ؟
أحمد : ومن ينساها لقد بقيت في البيت ثلاثة أيام من الخوف
نايف : لا تكذب فبعد الحادثه بيوم كنا نطارد القطط معا
أحمد : المهم أنني كنت خائف
نايف : مازلت أتذكر دموعها رباه لن أنسى ذلك المنظر ما حييت
خالد : كفاك كلاما يارقيق المشاعر . المهم ماذا نفعل في هذه الليله
أحمد : لا أدري
نايف : انا متأكد أننا سنجد ما يشغلنا في الليل
كان هذا الحوار يدور قبل صلاة المغرب بنصف ساعه وكانوا يجلسون
في منزل نايف لأنه كان وحيدا فوالداه قد توفيا قبل سنتين وليس له سوا
عم واحد وكانت علاقتهما مع بعضهما سيئه فعمه يريد بيع البيت ونايف
يرفض الفكره .
كان نايف و احمد وخالد كالإخوه بل أكثر من ذلك كانوا مع بعضهم البعض في السراء والضراء .
وبعد صلاة العشاء سمعوا صوت طرق للباب فتسائلوا عن هوية القادم ومن عساه
يكون قام خالد لفتح الباب لكنه لم يجد أحد عنده عدا ورقة صغيره كتب عليها (( حان الوقت إستعدوا ))
لم يلقي لها بالا ولا لما كتب فيها رماها وعاد إلى الغرفه التي كانوا فيها
نايف : من كان عند الباب
خالد : لم أجد أحد عنده
أحمد : قد يكون مجرد طفل صغير
خالد : الأطفال لن يستطيعو الكتابه
نايف : لماذا لا يستطيعون فجميع الأطفال يعرفون القراءه والكتابه
خالد : صدقني إنني أستطيع التفرقه بين خط الأطفال وخط الكبار
احمد : عموما مالذي جعلك تقول انهم لن يستطيعوا الكتابه ؟
خالد : لأنني وجدت ورقه عند الباب
أحمد : ومالذي كتب فيها ؟
خالد : (( حان الوقت استعدوا ))
نايف : قد يكون عمي فلقد أخبرني انه سيبيع البيت
خالد : وأين يريدك أن تسكن ؟
أحمد : لا تقل لي أنك سترحل معه ؟
نايف : وهل أستطيع أن أفارقكم
أحمد : لقد أرحتني
خالد : إذا ما الذي ستفعله بعد أن يبيع البيت
نايف : لن أفعل شيء
خالد : كيف هل ستسكن في الشارع ؟ اعذرني فلن أسمح لك
قاطعهم صوت طرق على الباب فقام خالد لفتحه لكنه لم يجد أحدا
فقط قطعة ورق صغيره كتب عليها (( الساعه الواحده صباحا ))
رجع خالد وهو في قمة الغضب وأخذ يسب ويلعن
أحمد : من كان الطارق
خالد : لا أدري ربما عم نايف لأنني وجدت ورقة أخرى
نايف : ومالذي كتبه الأن
خالد : (( الساعه الواحده صباحا ))
نايف : إذا يريد مني أن أخرج من بيت أبي وأمي ليلا هههه
أحمد : كيف لك أن تكون بهذا الهدوء ؟
نايف : وما الذي تريد مني فعله ؟
أحمد : لا أدري إغضب إفعل شيئا لا تكن هادئا
نايف : وبما سينفعني الغضب . هل سيمنع عمي من بيع البيت ؟
أحمد : لا ادري
خالد : نايف اسمعني لن ...
قاطعه صوت الباب مرة أخرى
فغضب خالد وأخذ يسب عم نايف
خالد : ذلك اللعين إلى متى سوف يفعل ذلك ؟
نايف : إهدأ سأقوم أنا لأفتح الباب
ذهب نايف ليفتح الباب وقد رتب كلاما في عقله ليقوله لعمه
وما إن فتح الباب حتى تفاجأ برؤية رجل عجوز عند الباب
تلعثم نايف ولم يدري ما يقول
العجوز : بني هل أجد لديك مكانا لرجل عجوز وامرأته
نايف : مرحبا بك تفضل خذ راحتك فالمنزل منزلك
العجوز : شكرا لك يا بني .
دخل العجوز ودخلت من خلفه إمرأته وكانت تبكي
لاحظ نايف بكائها ولكنه لم يتكلم
ودخلت المرأه إلى داخل البيت أما العجوز فقد ذهب مع نايف
إلى الغرفه التي فيها خالد وأحمد .
خالد : مرحبا بك يا عمي تفضل
أحمد : تعال هنا يا عمي فالمكان هنا مريح لك
العجوز شكرا يا أبنائي أمل ألا أثقل عليكم وعلى أهلكم
نايف : لا تقلق فالبيت لي ولا يوجد غير فأهلي قد توّفوا
العجوز : أنا أسف لم أشاء أن أذكرك بهم
<--SS-- type=text/--SS-->
<--SS-- type=text/--SS-- src="http://pagead2.googlesyndication.com/pagead/show_ads.js">
<--SS-->google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
نايف : لا داعي للأسف فهو لن يرجعهم
العجوز : رحمهم الله
نايف : أمين
خالد : نايف لن تنام الليلة هنا ستنام في منزلي
أحمد : ومن أنت حتى تقول ذلك سينام نايف عندي
نايف : لا داعي لذلك شكرا لكم
خالد : لكن ؟
العجوز : ما بالكم أخبروني فقد أستطيع أن أحل مشكلتكم
أحمد : المشكله يا عمي هي أن هذا البيت ملك لنايف ولكن
عمه يريد بيعه لينتفع بماله في تجارته ، ونحن الأن نتناقش في أي
مكان سينام نايف .
العجوز : وهل أنتم واثقون من أنه سيأتي ؟
نايف : أظن ذلك فلقد حدد الساعه بالواحده صباحا والأن الساعه الحادية عشر ليلا
انا أسف يا عمي فلا يمكنني أن ضيفك إلا إلى الساعه الواحده صباحا
العجوز : لا مشكلة في ذلك ثم قد يحبس عمك حابس
نايف : أتمنى ذلك حتى تنام الليلة هنا
أحمد : تفضلوا العشاء جاهز
نايف : تفضل ياعمي
خالد : هنالك عشاء لزوجتك بعد أن تنتهي أنت من العشاء معنا تأخذه إليها
العجوز : ارجوكم دعوني أذهب به إلى زوجتي فهي لا تستطيع أن تحرك يديها
وأنا من يقوم بإطعامها .
نايف : تمنيت أن تأكل معنا ولكن زوجتك أهم منا
العجوز: شكرا لك يا ولدي لن أنسَ لك هذا
قام العجوز من مكانه لكي يذهب إلى زوجته لكن نايف إستوقفه وسأله
نايف : قبل أن تدخل يا عمي أريد أن أسألك سؤال إذا سمحت
العجوز : تفضل ياولدي فلن أرفض لك طلبا بعد كرمك هذا
نايف : شكرا لك ، عندما دخلت إمرأتك إلى البيت كانت تبكي فما سبب بكائها
خالد بصوت خفيف : رقيق المشاعر بدأ بالتحدث
التفت إليه العجوز وضحك واستغرب خالد فصوته كان خفيف لدرجة أن احمد ونايف
بجانبه ولم يسمعوه .
العجوز موجها كلامه لنايف : إنها قصة قديمه فقبل عشر سنوات توفي ولدها واليوم رأت من قتلوه
نايف : رحمه الله
العجوز : أمين
دخل العجوز إلى داخل البيت بظهره المنحني من كبر سنه وما ان وصل للغرفه التي فيها زوجته
حتى اعتدل ظهره وذهبت أثار الشيخوخه عن ملامح وجهه وظهر وجه حزين
فقال لزوجته : إصبري يا سيدتي فاليوم سينتهي عذابك
المرأه : إلى متى يا شمّار فعذاب العشر سنين لن يمحى من قلبي بسهوله
شمّار : اعرف لكن أعدك أنني لن أترك روح سيدي خباب تذهب هباءً
يتبع