[size=25]والله
يعصمك من الناس
يعصمك من الناس
في زاد المسير
:
(
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
مِنْ رَبِّكَ
وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ
وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ
مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )
قوله
تعالى : { يا أيها الرسول بلغ
ما أُنزل إِليك } ذكر المفسرون أن هذه الآية
نزلت على أسباب ، روى
الحسن أن النبي قال : " لما بعثني الله برسالته ، ضقت بها ذرعاً ،
وعرفت أن من
الناس من يكذِّبني " ، وكان رسول الله ، يهابُ قريشاً واليهود والنصارى ، فأنزل الله هذه
الآية .
وقال مجاهد : " لما نزلت { يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزل إِليك
من ربِّك }
قال : «يا رب كيف أصنع؟ إِنما أنا وحدي يجتمع عليَّ الناس»
، فأنزل الله {
وإِن لم تفعل فما بلَّغت رسالته والله يعصمك من الناس }
" وقال مقاتل : لما
دعا اليهود ، وأكثر عليهم ، جعلوا يستهزؤون به ،
فسكت عنهم ، فحُرِّض بهذه
الآية . وقال ابن عباس : " كان رسول الله يُحرَسُ فيرسل معه أبو طالب كلَّ يوم رجالاً من بني
هاشم
يحرسونه حتى نزلت عليه هذه الآية ، فقال : «يا عمّاه إِن الله قد
عصمني من
الجن والإِنس» " وقال أبو هريرة : " نزل رسول الله ذات يوم تحت شجرة وعلق سيفه فيها ، فجاء رجلٌ فأخذه ،
فقال :
يا محمد من يمنعني منك؟ فقال : «الله» ، فنزل قوله : { والله
يعصمك من
الناس } " قالت عائشة : " سهر رسول الله ذات ليلة ، فقلت ما شأنك؟ قال : ألا رجلٌ صالح يحرسني
الليلة ،
فبينما نحن في ذلك إِذ سمعت صوت السّلاح ، فقال : «من هذا»؟
فقال : سعد
وحذيفة جئنا نحرسك ، فنام رسول الله حتى سمعت غطيطه ، فنزلت { والله يعصمك من الناس } فأخرج
رسول
الله رأسه من قبة أدم وقال : «انصرفوا أيها الناس فقد عصمني
الله
تعالى» " قال الزجاج : قوله : { بلِّغ ما أُنزل إِليك } معناه :
بلغ جميع
ما أُنزل إِليك ، ولا تراقبن أحداً ، ولا تتركنَّ شيئاً منه
مخافة أن ينالك
مكروه ، فان تركت منه شيئاً ، فما بلَّغت . قال ابن
قتيبة : يدل على هذا
المحذوف قوله : { والله يعصمك } وقال ابن عباس :
إِن كتمت آية فما بلَّغت
رسالتي . وقال غيره : المعنى : بلِّغ جميع ما
أُنزل إِليك جهراً ، فان
أخفيت شيئاً منه لخوف أذىً يلحقك ، فكأنك ما
بلَّغت شيئاً . وقرأ أبو عمرو ،
وحمزة ، والكسائي : «رسالته» على
التوحيد . وقرأ نافع «رسالاته» على الجمع
.
قوله تعالى : { والله
يعصمك من الناس } قال ابن قتيبة : أي : يمنعك
منهم . وعصمة الله : منعه
للعبد من المعاصي ، ويقال : طعام لا يعصم ، أي :
لا يمنع من الجوع .
فان قيل : فأين ضمان العصمة وقد شُجَّ جبينه ، وكسِرت
رَباعيته ، وبولغ
في أذاه؟ فعنه جوابان .
أحدهما : أنه عصمه من القتل
والأسرِ وتلفِ
الجملة ، فأمّا عوارض الأذى ، فلا تمنع عصمة الجملة .
والثاني : أن هذه
الآية نزلت بعدما جرى عليه ذلك ، لأن «المائدة» من أواخر
ما نزل .
قوله
تعالى : { إِن الله لا يهدي القوم الكافرين } فيه قولان .
أحدهما
:
لا يهديهم إِلى الجنة . والثاني : لا يعينهم على بلوغ غرضهم .
الموضوعالأصلي : والله يعصمك
من الناس . المصدر : المسلمين في الجنة الكاتب:
خالد مان
من الناس . المصدر : المسلمين في الجنة الكاتب:
خالد مان