شهدت الحدود الكويتية – العراقية تطورا امنيا جديدا. ففي الساعة التاسعة من مساء أمس الأول فوجئ رجال أمن الحدود باقتراب عدة مركبات عراقية الى «البايب الحدودي» الفاصل بين الكويت والعراق، وترجل منها عشرات المسلحين يحملون رشاشات، وبدأوا باطلاق عبارات مسيئة بحق الكويت وأنها استولت على أراض ومزارع عراقية.
كما توجه – حسب المصادر - في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليلة أمس السفير العراقي لدى الكويت محمد بحر العلوم لتهدئة الوضع ومعرفة مطالب المحتشدين، وجرت مفاوضات بين السفير بحر العلوم ومسؤولين أمنيين عراقيين، انسحب المحتشدون على اثرها في الساعة الثالثة والنصف من فجر أمس الى مراكزهم الأمنية في منطقة سفوان، في حين ظل الجانب الكويتي مستنفرا حتى ظهر أمس، بعدها عاد الوضع طبيعيا مع الإبقاء على آليات ومدرعات للقوات الخاصة الكويتية التابعة لوزارة الداخلية، في حالة تأهب كنوع من الاحتراز.
وعلى إثر هذا التصعيد الذي سبقه تصريح مندوب العراق في جامعة الدول العربية قيس العزاوي من ضرورة إعادة ترسيم الحدود بين الكويت والعراق، أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري احترام بلاده لسيادة وسلامة الكويت، وقال أمس في تصريح للعربية نت ان علينا التزامات للكويت وفق قرارات أممية ونحن ملتزمون بتطبيقها خصوصا ما يتعلق بالحدود.
وإلى ذلك فقد أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح اتصالا هاتفيا امس مع وزير خارجية الجمهورية العراقية هوشيار زيباري استعرضا فيه خلفية التصريح المنسوب الى المندوب العراقي الدائم لدى جامعة الدول العربية قيس العزاوي والمتعلق بموضوع الحدود بين البلدين.
وقال الشيخ الدكتور محمد الصباح وزير الخاجيه الكويتي على مقدار الاستياء والاستغراب اللذين أثارهما ذلك التصريح لاسيما أنه يأتي بعد عدة تأكيدات عراقية متكررة كان آخرها رسالة الوزير زيباري الى الأمم المتحدة والتي اكدت احترام العراق للقرارات الدولية ذات الصلة.
من جانبه أكد وزير الخارجية العراقي عدم صحة التصريح المنسوب للسفير قيس العزاوي مشددا في الوقت ذاته على التزام العراق الكامل بالقرارات الاممية «وعلى رأسها تلك المتعلقة بالحدود بين البلدين وان لا رجعة عن ذلك».
واضاف الوزير زيباري ان «هذا العراق ليس عراق صدام بل العراق الجديد الذي يحترم العهود والمواثيق الدولية» مؤكدا ان هذا الموقف سيصدر بوضوح في وسائل الاعلام.