بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عاقبة ألأستهزاء بالملتزمين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير ألأنام ومصباح الظلام وعلى آله وصحبه الكرام
أما بعد :
قال رجل في غزوة تبوك:
مارأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء
فقال له عوف بن مالك:
كذبت ولكنك منافق
لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذهب عوف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره
فوجد القرآن قد سبقه
فجاء ذلك الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أرتحل وركب ناقته
فقال يارسول الله:
إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق.
قال إبن عمر:
كأني أنظر إليه متعلقاً بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإن الحجارة تنكب رجليه
وهو يقول:
إنما كنا نخوض ونلعب
فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ أبالله وأياته ورسوله كنتم تستهزئون}
مايلتفت إليه ومايزيده عليه
يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء .

حكم ألأستهزاء بالملتزمين
سؤل فضيلة الشيخ
محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وغفر له
عن ألأستهزاء بالملتزمين فأجاب :
ألأ ستهزاء بالملتزمين محرم وخطير جداً على المرء
لآنه يخشى أن تكون كراهته لهم لكراهة ماهم عليه من ألأستقامة على دين الله
وحينئذ يكون أستهزاؤه بهم أستهزاء بطريقهم الذي هم عليه
فيشبهون من قال الله عنهم:

[size=29]{ولئن سألتهم ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وأياته ورسوله كنتم تستهزؤن * لاتعتتذروا قدكفرتم بعد إيمانكم }[/size]
فأنها نزلت في قوم من المنافقين قالوا :
مارأينا مثل قرائنا هؤلاء
يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء’
فأنزل الله فيهم هذه ألأية:
{ إن الذين
أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون *وإذا مروا بهم يتغامزون* وأذا
أنقلبوا الى أهلهم أنقلبوا فكهين* وأذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون* وما
أرسلوا عليهم حافظين *فاليوم الذين أمنوا من الكفار يضحكون *على ألأرائك
ينظرون *هل ثوب الكفار ماكانوا يفعلون}