منتديات الجنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الجنة

منتديات الجنة منتدى عراقي يهتم بالطلبة العراقيين والشباب العراقي ... منوع اجتماعي خدمي


    حلبجة

    AlJna
    AlJna
    نائب المدير العام
    نائب المدير العام


    الجنس : ذكر
    الانتساب الانتساب : 19/06/2009
    العمر العمر : 29
    المساهمات المساهمات : 14331
    نقاط التميز نقاط التميز : 31718
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 99

    حلبجة Empty حلبجة

    مُساهمة من طرف AlJna 2012-03-17, 5:56 pm

    الكاتب: محمد عبد الجبار الشبوط
    17/03/2012


    محمد عبد الجبار الشبوط
    لا نحتاج ان نتذكر حلبجة، بل ان حلبجة هي التي تذكّرنا.
    هذه المدينة الشهيدة خالدة في ضمائر المناضلين، لا يمكن ان تنسى، لهذا نحن
    لا نتذكرها. قال اعرابي ذات يوم: "يعلم الله اني لست اذكره، فكيف اذكره اذ
    لست انساه." نحن نتذكر ما ننسى، وحلبجة، كالاهوار، لايمكن ان تنسى.
    حلبجة المأساة هي التي تذكّرنا، بما تخشى ان ننساه.
    تذكّرنا ببشاعة الدكتاتورية، وقسوة البعث، وجرائم صدام.
    فاما الدكتاتورية التي جعلت مأساة حلبجة ممكنة، فنعقد العزم الا تعود، وان
    نتخذ من هذه المأساة درسا بليغا بالرفض المطلق للدكتاتورية، والسعي الحثيث
    من اجل تعزيز الديمقراطية.
    واما قسوة البعث فقد حرّم دستورنا الترويج له والعمل في صفوفه، لأنه كان
    حزبا شوفينيا عنصريا متعصبا متخلفا، لا نحب ان يعود الى المسرح السياسي،
    وان كنا ندعوه وندعو اعضاءه الى مراجعة تاريخهم وتجربتهم المرة التي دفع
    الشعب العراقي ثمنها الباهظ دما ومعاناة، ونقد هذه التجربة، وتغيير افكارهم
    ومتبنياتهم لكي يكون بامكانهم دخول العصر الحديث، عصر الحرية والديمقراطية
    وحقوق الانسان والدولة المدنية الحضارية.
    واما صدام فقد نال جزاءه العادل على ما اقترفت يداه من جرائم في حلبجة
    والاهوار وغيرها من مناطق العراق، والتحق برفاقه من الطغاة والقتلة امثال
    هولاكو وستالين وهتلر.
    تذكّرنا حلبجة بما سبق ان قاله الامام محمد باقر الصدر من ان الشعوب يمكن
    ان تستكين، لفترة من الزمان، امام الطغاة، لكنها لا تستكين او تستسلم.
    فالشعوب الحية تثور في نهاية المطاف على طغاتها، وتحرر نفسها، وتبني حياتها
    بارادتها الحرة، وهذا ما فعله الشعب العراقي عامة، والشعب الكردي خاصة،
    بمساعدة الاصدقاء. ونحن نشهد اليوم نشوء ديمقراطية عراقية، مهما كانت
    ثغراتها وهفواتها وعيوبها، لكن الزمن وتراكم التجربة ووعي الشعب، كلها
    عوامل كفيلة بترشيد التجربة وانضاجها. كما نشهد شعوبا ثارت على طغاتها
    وحررت نفسها من نيرهم، كما فعل الشعب المصري والشعب الليبي والشعب التونسي
    والشعب اليمني وغيرهم.
    تذكّرنا حلبجة بالظلم الذي تعرض له شعبنا العراقي، والكرد خصوصا، من ظلم
    النظام الاقليمي والنظام الدولي اللذين اصرا في حينها على تجاهل الجريمة
    التي ارتكبها صدام ونظامه المتخلف، وكيف ان المواقف الدولية لم تكن تقيم
    لحقوق الانسان ومصائر الشعوب اي اعتبار. واليوم اذ نستعيد ذكرى حلبجة
    فاننا لا نريد ان نعتب على المجتمع الدولي، وانما نريد ان نكثف الدعوة الى
    اقامة نظام اقليمي ونظام دولي جديدين قائمين على العدالة والحرية واحترام
    حق الشعوب في العيش بامان من ظلم حكامها وبطشهم.
    تذكرنا حلبجة، والمكان لا يتسع للمزيد، بان الضحايا والشهداء مازالوا
    احياء تعلو رؤسهم تيجان المجد، في حين ان القتلة ماتوا وذهبوا الى مزبلة
    التاريخ وراحت ذكراهم ادراج الرياح.

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-03-28, 5:09 pm