منتديات الجنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الجنة

منتديات الجنة منتدى عراقي يهتم بالطلبة العراقيين والشباب العراقي ... منوع اجتماعي خدمي


    العراق تحت الحكم الفارسي والاغريقي

    AlJna
    AlJna
    نائب المدير العام
    نائب المدير العام


    الجنس : ذكر
    الانتساب الانتساب : 19/06/2009
    العمر العمر : 29
    المساهمات المساهمات : 14331
    نقاط التميز نقاط التميز : 31718
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 99

    العراق تحت الحكم الفارسي والاغريقي Empty العراق تحت الحكم الفارسي والاغريقي

    مُساهمة من طرف AlJna 2011-09-26, 6:05 am

    تأليف : طارق فتحي
    العراق عبر العصور

    العراق تحت الحكم الفارسي والاغريقي
    قام سيروس الثاني مؤسس الامبراطورية الاخمينية بتوحيد بابل مع بلاده في وحدة شخصية وانتحل لقب " ملك بابل وملك الاصقاع". وعين ابنه كامبيسيس نائبا للملك وسكن في سيبار. اعتمد الفرس على دعم الكهنة وطبقة رجال الاعمال في المدن. في مخطوطة بابلية، يدعي سيروس بفخر احتلاله لمدينة بابل بطريقة سلمية غير دموية. وبذات الوقت يتحدث عن مردوخ كملك الالهة. ان اعتداله و تحفظه قد اثمرا فقد اصبحت بابل اغنى مقاطعة في امبراطوريته.
    ليس هناك اية اشارة الى اي تمرد او ثورة وطنية في بابل تحت حكم سيروس و كامبيسيس (529 – 522 ). الا انه لابد وان احاسيس عدم الرضا قد تراكمت واصبحت واضحة في عيد جلوس الملك داريوس الاول ( 522 – 486 )، عندما قام مغتصب بالاستيلاء على عرش بابل تحت اسم نبوخذنصر الثالث من اجل ان يخسر كل من العرش وحياته بعد عشرة اسابيع. وقد محى داريوس اي عمل عقابي. كان عليه اتخاذ تدابير اكثر قسوة في 521 عندما قام نبوخذنصر آخر باعلان ثورة اخرى. واستمر حكم المغتصب هذا شهران. تبع ذلك عمليات اعدام ونهب، فامر داريوس بهدم اسوار بابل الداخلية، واصلح تنظيمات الدولة. وبقيت بابل العاصمة للولاية الجديدة وكذلك اصبحت المقر الاداري لولايات دولة آشور وسوريا. نتج عن ذلك توسعة القصر.

    بقيت بابل ارض خير ورخاء، على عكس آشور اتي كانت لا تزال بلادا فقيرة. وبنفس الوقت كانت ادارة المملكة في ايادي الفرس، وزاد ثقل الضرائب. مما نتج عن هذا حالة من عدم الرضا تمركز خاصة في المعابد الكبيرة في بابل. خيرخيس ( 486 – 465 ) والذي كان يسكن بابل عندما كان وليا للعهد، وكان يعرف البلد جيدا. عندما اعلن تتويجه ملكا قام من فوره بتقليص استقلالية الولايات. وهذا يدوره مهد للكثير من الثورات. كان في بابل حكومتان انتقاليتان لفترتين قصيرتين لبابليين مطالبين بالعرش خلال 484 – 482 . وانتقم خيرخيس بان دنس وهدم جزئيا

    الاماكن المقدسة للاله مردوخ وبرج بابل في مدينة بابل. واعدم الكهنة وصهر تمثال الاله مردوخ.
    ظلت العوائل المالكة تسكن في القصور في بابل، ولكن اللغة الارامية اصبحت يوما بعد آخر هي لغة الادارة الرسمية. احد المصادر الاساسية للمعلومات عن هذه الفترة هو ارشيف الرقم الطينية للبيوت التجارية لموراشو وابنائه في نيبور للسنوات 455 – 403 ، والتي تتحدث كثيرا عن الدور المهم الذي لعبه الايرانيون في البلاد. ملكيات الولاية كانت بايديهم. فهم كانوا يسيطرون على الكثير من الماجورات الاقطاعية، وتجمعوا بطيقات اجتماعية وفقا لجذورهم ووظائفهم.

    ان رجال الاعمال كانوا على الاغلب بابليين وآراميين. وتغدو الوثائق بعد 400 ضئيلة. وتصبح الحياة الثقافية لبابل مركزة في بعض المدن المركزية، وخاصة مدينة بابل واوروك (الوركاء)؛ واور ونيبور كانت ايضا مراكز مهمة. واستمر عمل المنجمين كما يثبت من سجلات الرصد. نابو-ريماني، الذي عمل وعاش حوالي عام 500 و كيدينو القرن الخامس او الرابع ق م، كانا معرفين للاغريق، كلا المنجمين كانا مشهورين لاساليبهما في حساب مدارات القمر واللاجرام السماوية. اما في حقل الاداب، واعمال الاشعار الدينية، اضافة الى نصوص التعاويذ والكلمات السومر-اكدية والتي كانت تستنسخ غالبا مع هوامش.
    الفترة السلجوقية (320 – 141 ق م)
    كانت بلاد مابين النهرين عند نهاية الامبراطورية الاخمينية مقسمة الى ولاية بابل في الجنوب، في حين ان القسم الشمالي من بلاد مابين النهرين ضم الى سوريا ضمن ولاية اخرى. لا يعرف كم استمر هذا التقسيم، ولكن عند وفاة الاسكندر الكبير في 323 ق م ، سلخ شمال مابين النهرين من ولاية سوريا واصبح ولاية منفصلة.
    عانت بلاد مابين النهرين من الحروب التي خاضها خلائف الاسكندرالكبير من خلال عبور تلك الجيوش وعمليات السلب التي اقترفوها. وعندما قسمت امبراطورية الاسكندر في 321 ق م ، استلم احد قادته سلجوق ( وعرف فيما بعد بسلجوق الاول نيكاتور) حكم ولاية بابل . وعلى اية حال فمنذ حوالي 312 ق م استولى انتيكونس الاول مونوفثالموس (اي الاعور) على حكم الولاية كحاكم لكل بلاد مابين النهرين، وهزم سلجوق وقبل اللجوء في مصر. وبمساعدة البطالمة المصريين تمكن من دخول بابل في 312 ق م ( حسب اعتقاد البابليين في 311 ) وتمكن من الثبات بها لفترة قصيرة تجاه جيوش انتيكونس قبل الاتجاه شرقا حيث اسس حكمه.

    لا يعرف بالتاكيد متى عاد الى بابل واعاد ملكه هناك؛ قد يكون في 308 ، ولكن في 305 اطلق على نفسه لقب ملك. باندحار وموت انتيكونس في معركة ايبسوس في 301 اصبح لسلجوق امبراطورية كبيرة تمتد من افغانستان الحالية الى البحر المتوسط. واسس العديد من المدن اهمها مدينة سلجوقيا على دجلة ومدينة انطاكية على نهر ارونتس في سورية. سميت المدينة الاخيرة على اسم ابيه او ابنه فكلاهما يحمل اسم انطيوخوس، واصبحت انطاكية العاصمة الرئيسة في حين اصبحت سلجوقية العاصمة للمقاطعات الشرقية.

    ولا يعرف تاريخ تاسيس هاتين المدينتين ولكن من المفترض ان سلجوق اسس سلجوقية بعد ان اصبح ملكا، ولكن انطاكية تاسست بعد دحره لجيش انتيكونس.
    نادرا مايذكر اسم بلاد مابين النهرين في المصادر الاغريقية فيما يخص السلاجقة، لان حكام السلاجقة كانوا مشغولين مع اليونان والاناضول وبحروب مع بطليموس مصر في فلسطين وسورية. حتى ان التقسيم السياسي لبلاد مابين النهرين ليس محددا خاصة وان كل من الاسكندر وسلجوق وابنه اطيوخوس الاول سوتر اسسوا مدنا كانت مستقلة مثل "بولس" الاغريقية. ان تقسيم الارض سياسيا الى 19 او 20 ولاية، والذي وجد اخيرا تحت حكم البارثيين، بدأ اساسا تحت حكم السلاجقة.
    ولكن يمكن تقسيم بلاد مابين النهرين جغرافيا، الى اربعة مناطق: كراسين ( وتدعى ايضا ميسين، في الجنوب؛ وبابل والتي سميت بعدئذ اسورستان، في الوسط؛ وشمال مابين النهرين، حيث كانت هناك فيما بعد سلسلة من الولايات الصغيرة مثل كوردين، اوسرون، اديابين، وكراميه، واخيرا مناطق الصحاري في شمال الفرات، والتي اطلق عليها في عهد الساسانيين عربستان. لهذه المناطق الاربعة سجلات تاريخية مختلفة الى غاية الحكم العربي في القرن السابع،
    بالرغم من ان جميعها كانت تابعة للسلاجقة اولا ثم البارثيين والساسانيين. كانت قسم من هذه المناطق مستقلة تماما نظريا وعمليا، ولبعض الوقت، في الوقت الذي تباينت العلاقة بين بعض المدن مع الحكومة الاقليمية وكذلك الحكومة المركزية. عرف من خلال الكتابات المسمارية ان الحكومات في بلاد مابين النهرين قد مارست طقوس الديانات التقليدية اضافة الى التقاليد الاخرى، كانت هناك بعض المراكز الاغريقية مثل سلجوقية وجزيرة ايكاروس ( جزيرة فيلكه الحالية) حيث كانت تمارس تقاليد المدن الاغريقية. اما المدن الاخرى فكان فيها القليل من الموظفين الاغريق او المعسكرات ولكنها استمرت بممارساتها السابقة.

    لم تكن سلجوقيا على دجلة العاصمة الشرقية ولكنها كانت مدينة مستقلة تحكم من قبل حاكم منتخب، وحلت مكان بابل كمركز اداري وتجاري في اقليم بابل القديم. اما في الجنوب فهناك العديد من المدن التي اصبحت غنية في التجارة البحرية مع الهند، مثل فرات و كاراكس ؛ اصبحت كاراكس الميناء الرئيس للتجارة بعد سقوط السلاجقة.لم يكن في الشمال مدينة اساسية مركزية،
    بل العديد من المدن المتوسطة الحجم مثل ارابيلا ( اربيل الحالية) ونصيبيس ( نصيبين الحالية)، واصبحتا فيما بعد مركزين مهمين. اما في اقليم الصحراء،فقد بدأت " مدن القوافل" مثل الحضر وباليمرا بالازدهار في العهد السلجوقي ووصلت اوجها تحت حكم البارثيين.
    المرة الوحيدة التي فقد السلاجقة فيها السيطرة على بلاد مابين النهرين كانت من 222 ولغاية 220 ق م، وذلك عندما ثار مالون حاكم ميديا واتجه بجيش غربا. وعندما تحرك الملك السلجوقي الجديد انتيوخوس الثالث ضده من سوريا، وعلى اية حال فان قطعات مالون كانت قد تركته وهكذا انتهى التمرد.
    اما الباريثيون تحت ملكهم المقتدر ميثراديتس الاول فقد احتلوا الاراضي السلجوقية في ايران ودخلوا سلجوقيا في 141 ق م. بعد وفاة ميثراديتس الاول في 138 ق م، فقد بدأ انتيخوس السابع حملة لاستعادة ممتلكات السلاجقة في الشرق. كانت هذه الحملة ناجحة الى ان فارق اننتيخوس السابع الحياة في ايران في 129 ق م. انهت وفاته الحكم السلجوقي في بلاد مابين النهرين وحددت بداية مملكات صغيرة في كل من شمال بلاد مابين النهرين وجنوبها.
    لقد جلب حكم السلاجقة العديد من التغييرات في بلاد مابين النهرين وخاصة في المدن التي كان قد سكنها الاغريق والمقدونيون. في تلك المدن غالبا ما كان الملك يعمل لتفاقيات منفصلة مع موظفين المدينة الاغريق فيما يخص السلطة المدنية والعسكرية، الحصانة من ضرائب السخرة او ما شابه. اما المدن الاخرى فاستمرت في نظامها القديم المتبع من قبل الحكومة المحلية كما كان متبعا من قبل الاخمينيين
    كان الهة الاغريق يعبدون في معابد مخصصة لهم في المدن الاغريقية وكانت هناك معابد مخصصة لالهة بلاد مابين النهرين في مدنهم. وبمرور الزمن فان التوفيق بين الحركات الدينية وقد تطورت اساليب تمييز الالهة المحلية والاجنبية. بالرغم من ان سياسة الالتزام بالثقافة الاغريقية لم تفرض على الشعب الا ان الافكار الاغريقية اثرت بالطبقات المثقفة كما ان الاغريق قد تبنوا تدريجيا الممارسات المحلية.

    كما في اليونان واراضي شرق المتوسط فان فلسفات الرواقين (مذهب زينون 300 ق م المنادي بالتحرر من انفعالات الفرح والحزن والخضوع من غير تذمر للحكم الضرورة القاهرة) والمدارس الاخرى ربما كان لها تاثير كما كان للديانات الروحية؛ وكان كلاهما اشارات مميزة للعصر الهيلينيكي.
    لا يوجد لسوء الحظ اي دليل من الشرق حول شهرة المعتقدات الاغريقية ضمن السكان المحليين، ويمكن للباحثين الافتراض على اساس الهوامش والذيول لكتاب مثل سترابو. احترم الحكام السلاجقة الكهنة المحليين لبلاد مابين النهرين، ولا يوجد سجل لاي اضطهاد ديني. بل بالعكس فقد فظل الحكام الممارسات الدينية المحلية، واستمرت الاشكال القديمة للعبادة.
    استمرت الكتابات المسمارية من قبل الكهنة والذين استنسخوا التعويذات والنصوص الدينية القديمة حتى العهد البارثياني.وبقيت الاعراف الادارية في الارياف اكثر تقليدا من تلك الموجودة في المدن؛ الضرائب القديمة كانت تدفع الى الاسياد الجدد. وقد كانت الولايات، والتي قد قلص حجمها عنه في زمن الاخمينيين، الاساس في سيطرة السلجوقيين على الارياف.
    المرزبان (منصب عسكري( كان يرأس كل ولاية، وكانت الولايات مقسمة الى " هيبارجات او ايبارجات" وصورة تقسيم الولايات غير واضحة. كانت هناك اشكال مختلفة كثيرة لوحدات ادارية صغيرة. كانت تستخدم في العاصمة و مراكز الاقاليم اللغة الاغريقية والارامية كلغات حكومية مكتوبة
    . لقد اوقف استخدام الخط المسماري في الوثائق الحكومية لفترة من الزمن خلال العهد الاخميني، ولكنها استمرت في النصوص الدينية لغاية القرن الاول للعهد الحالي. كانت الاراشيف في العاصمة ومدن الاقاليم تدار من قبل موظف يدعى " بيبلوفيلاكس".
    كان هناك العديد من الموظفين الماليين؛ البعض منهم كان يدير الاملاك الملكية وآخرون يديرون الضرائب المحلية وآخرون الشؤون الاقتصادية.ان النظام القانوني في الامبراطورية السلجوقية غير مفهوم بصورة جيدة، ولكن يفترض انه تم تطبيق قانون بلاد مابين النهرين المحلي والقانون الاغريقي، واللذان استوعبا او حلا محل القوانين الاستعمارية الاخمينية.

    ان الحفريات في منطقة سلجوقيا قد كشفت عن آلاف الاختام الطينية، تشير الى النظام المتطور للسيطرة والضرائب على البضائع التجارية. العديد من هذه الاختام عبارة عن سجلات دفع ضريبة الملح. معضم التعرفة والمكوس كانت عبارة عن تقييمات محلية وليست ضرائب ملكية.
    ان الآثار الفنية من الفترة السلجوقية نادرة وعلى عكس الفن الاخميني فلم يعثر على آثار ملكية، وقد يستطيع الفرد من تشخيص المواد التي تعود الى العهد الساساني كفن شخصي او شعبي، مثل الاختام والتماثيل والتماثيل الصغيرة المصنوعة من الطين.
    يمكن ملاحظة كلا من الطابع الاغريقي والمحلي مع تداخل الاسلوبين في نهاية الحكم السلجوقي، كدليل على تمازج الحضارات.ان الاعداد الكبيرة من تماثيل هرقل الصغيرة والكبيرة التي عثر عليها في الشرق يؤكد شهرة آلهة الاغريق في بلاد مابين النهرين على هيئة الاله المحلي نيركال.
    كانت الارامية هي لغة الكتابة الرسمية للامبراطورية الاخمينية؛ ولكن بعد احتلال الاسكندرالكبير، احل محلها اللغة الاغريقية لغة المحتل. وكانت كلا اللغتين الاغريقية والارامية هما اللغتان الرسميتان للدولة في العهد السلجوقي.
    وطرأ تغيير تدريجي على اللغة الارامية في مناطق مختلفة من الامبراطورية وفي بلاد مابين النهرين في عهد البارثيين فتطورت الى اللغة السريانية بلهجة مختلفة عن السريانية الغربية المستخدمة في سوريا وفلسطين. اما في جنوب بلاد مابين النهرين فقد نشأت لهجات اخرى احداها كانت الماندائية اللغة المكتوبة للديانة المندائية.
    لم يوجد أدب باللغات المحلية، ماعدا نسخ من النصوص الدينية القديمة بالخط المسماري وشضايا من الكتابات الارامية. وكان هناك مؤلفون كتبوا باللغة الاغريقية ولكن القليل من انتاجهم قد بقي وكما اقتبس عنه في الاعمال التي تلت.
    اهم هؤلاء المؤلفين هو بيروسوس، وهو كاهن بابلي الذي كتب في تاريخ بلده، لربما تحت حكم انتيوخوس الاول ( الذي حكم 281 – 261 ق م ).
    وعلى الرغم من ان ما محفوظ مما أقتبس من عمله تتناول تاريخ الاساطير القديمة وعلوم الفلك والتنجيم، فان حقيقة كونها باللغة الاغريقية هو دليل على اهتمام المستعمرين الاغريق بثقافة جيرانهم. والكاتب الاخر المشهور هو ابولودوروس من ارتيميتا ( مدينة قرب سلجوقيا ) الذي كتب تحت حكم البارثيين تاريخ بارثيا باللغة الاغريقية اضافة الى اعمال اخرى في الجغرافية.

    بقي الاغريق يتكلمون لغة مشتركة مستخدمة من قبل المثقفين من ابناء بلاد مابين النهرين خلال العهد الباريثي.كان اسلوب تاريخ الاحداث ابان الحكم السلجوقي، وكما معروف، هو باعتماد سنة معينة كاساس لحساب تاريخ مستمر، واستخدم هذا الاسلوب لاول مرة في الشرق الاوسط.
    واعتمدت سنة دخول السلاجقة الى بابل في 311 قم استنادا الى سكان مابين النهرين، و312 حسب السريان. وكل ماقبل هذا فكان التاريخ حسب سنوات الحكم الملكي لملك ما ( فمثلا السنة الرابعة من حكم داريوس).
    سعى البارثيون متبعين نهج السلاجقة لتاسيس نظام تاريخ خاص بهم معتمدين على الاحداث في الماضي وبموجبها لا يمكن للباحثين الا الحدس – من المحتمل افتراض لقب الملك من خلال الحاكم الاول للبارثين، ارساكيس.
    ولما كانت اليونان مزدحمة بالسكان خلال بداية الحكم السلجوقي، فلم يكن من الصعب اقناع المستعمرين للمجئ الى الشرق، وخاصة عندما كانوا يمنحون مساحات من الاراضي من الاملاك الملكية والتي يمكنهم توريثا الى ورثتهم؛ وان لم يكن لهم ورثة، فتعود الارض الى الملك.
    كل الاراضي تعود نظريا الى الحاكم، ولكن كان النفع العام هو السائد. وبمرور الوقت اضمحل نفوذ الاستعمار الاغريقي ثم انتهى عندما قاطعت حروب الملوك الهيلينيكين هذه الحركة.
    وعلى اية حال استمر النفوذ الاغريقي ومن الامور الدهشة ان تجد في الوثائق المكتوبة بالخط المسماري سجلات لعوائل يكون للاب اسم محلي من اسماء بلاد مابين النهرين ولابنه اسم اغريقي، او العكس. وبالرغم من الامن الذي تمتعت به بلاد مابين النهرين تحت الحكم السلجوقي، فانه قد ازدهر السكن والغذاء ضمن السكان.

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-08, 6:57 am