اخواني و اخواتي الكرام كنا يوم الجمعة قد ارسلنا لكم رسالة تحتوي على حديث نبوي يتحدث عن اسباب تشريع الصلوات الخمسة
كما هي عليه الان و اعترف امام الله و امامكم اني قد قصرت و اهملت هذا الحديث و لم ابحث عنه و اتحرى صحته
و قد نبهني اليوم اخ كريم جزاه الله خير و افادنا انه حديث موضوع و ليس صحيح و ارفق لنا الدليل على ذلك
و هذا هو الدليل
حديث موضوع في ذكر سبب تشريع الصلوات الخمس
ما
مدى صحة هذا الحديث : روي عن علي رضي الله عنه قال : ( بينما كان الرسول
صلى الله عليه وسلم جالسا بين الأنصار والمهاجرين ، أتى إليه جماعة من
اليهود ، فقالوا له : يا محمد ! إنا نسألك عن كلمات أعطاهن الله تعالى
لموسى بن عمران ، لا يعطيها إلا لنبي مرسل أو لملك مقرب . فقال النبي صلى
الله عليه وسلم : سلوا . فقالوا : يا محمد ! أخبرنا عن هذه الصلوات الخمس
التي افترضها الله على أمتك ؟ فقال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام : صلاة
الفجر : فإن الشمس إذا طلعت تطلع بين قرني الشيطان ، ويسجد لها كل كافر من
دون الله ، فما من مؤمن يصلي صلاة الفجر أربعين يوما في جماعة إلا أعطاه
الله براءتين ، براءة من النار وبراءة النفاق . قالوا : صدقت يا محمد ! أما
صلاة الظهر : فإنها الساعة التي تسعر فيها جهنم ، فما من مؤمن يصلي هذه
الصلاة إلا حرم الله تعالى عليه لفحات جهنم يوم القيامة . أما صلاة العصر :
فإنها الساعة التي أكل فيها آدم عليه السلام من الشجرة ، فما مؤمن يصلي
هذه الصلاة إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه . وأما صلاة المغرب : فإنها
الساعة التي تاب فيها الله تعالى على آدم عليه السلام ، فما من مؤمن يصلي
هذه الصلاة محتسبا ثم يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه . وأما صلاة
العشاء : فإن للقبر ظلمة ، ويوم القيامة ظلمة ، فما من مؤمن مشى في ظلمة
الليل إلى صلاة العتمة إلا حرم الله عليه وقود النار ، ويعطى نورا يجوز به
على الصراط ، فإنها الصلاة التي صلاها المرسلون قبلي ، ثم تلا قوله تعالى :
( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) وجزاكم الله كل خير عنا .
الحمد لله
بعد
النظر والبحث في هذا الحديث تبين أنه مكذوب موضوع على النبي صلى الله عليه
وسلم ، ولا تصح نسبته إليه بحال من الأحوال ، وعلى ذلك مجموعة من الأدلة :
1-
لم نجد هذا الحديث في شيء من الكتب المسندة ، وإنما يتناقله من يرويه من
الناس من غير إسناد ، ومن المعلوم من شريعتنا وجوب رد كل حديث لم يذكره
علماء الحديث بإسناده الصحيح .
2- ومن أمارات الوضع الظاهرة أننا وقفنا
على الحديث مذكورا في كتاب أبي الليث السمرقندي ، المتوفى سنة (375هـ) ،
واسم كتابه هو "تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين" في
(ص/264-265) وقد نص أهل العلم على أن كتابه هذا هو من مظان الأحاديث
المكذوبة والمصنوعة ، فقد عدَّه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب
"تلخيص الاستغاثة" (1/73) في ضمن المصنِّفين الذين " لا يعرفون الصحيح من
السقيم ، ولا لهم خبرة بالمروي المنقول ، ولا لهم خبرة بالرواة النقلة ، بل
يجمعون فيما يروون بين الصحيح والضعيف ، ولا يميزون بينهما " ، ويقول
الإمام الذهبي في ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (16/323) : " وتَرُوج عليه
الأحاديث الموضوعة " انتهى .
3- ومن وجوه النكارة فيه أيضا : قوله عن
صلاة الظهر بأنها الساعة التي تسعر فيها جهنم ، والثابت أن ساعة تسعير جهنم
هي قبيل الزوال – قبيل الظهر – فإذا دخل وقت الظهر دخلت ساعة الرحمة .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ :
(
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَبْلَ
الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَالِ أَرْبَعًا ، وَيَقُولُ : إِنَّ أَبْوَابَ
السَّمَاءِ تُفْتَحُ فَأُحِبُّ أَنْ أُقَدِّمَ فِيهَا عَمَلًا صَالِحًا )
رواه أحمد (3/411) حسنه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (3/6) والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3404) ومحققو المسند .
ومنها
: مخالفته ما جاء في الأحاديث الصحيحة أن اجتماع الصلوات الخمس هو من
خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم تكن فرضت على الأنبياء من قبله ،
وإن كان خالف في ذلك بعض أهل العلم ، لكن هذا هو الصحيح إن شاء الله ، وقد
بوب السيوطي في "الخصائص الكبرى" (2/303) : " باب اختصاصه صلى الله عليه
وسلم بمجموع الصلوات الخمس ، ولم تجمع لأحد ، وبأنه أول من صلى العشاء ولم
يصلها نبي قبله " وذكر تحته مجموعة من الأحاديث ، منها :
عن مُعَاذَ
بْنَ جَبَلٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال أَعْتِمُوا بِهَذِهِ
الصَّلَاةِ ، فَإِنَّكُمْ قَدْ فُضِّلْتُمْ بِهَا عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ ،
وَلَمْ تُصَلِّهَا أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ )
رواه أبو داود (421) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
4-
ومن قرائن ضعف الحديث ما فيه من تحديد ساعة أكل آدم من الشجرة ، والساعة
التي تاب الله فيها عليه ، ومثل هذه التفصيلات تشبه ما ترويه الإسرائيليات
والأخبار المنقولة عن أهل الكتاب ، وذلك يرجح كون الخبر مأخوذا عنها .
فالحاصل
أن هذا الخبر كذب لا أصل له ، فلا تجوز روايته ولا نسبته إلى النبي صلى
الله عليه وسلم ، كما لا يجوز تناقله في المواقع والمنتديات .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
و هذا رابط الصفحة التي بها السؤال و الاجابة عليه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
اخواني الكرام الرجاء من كل شخص وصلته الرسالة السابقة و قام باعادة
ارسالها الى اخرين ان يرسلهم لهم هذا التنبيه او على الاقل يخبرهم ان
الحديث موضوع و يرسل مع رسالته رابط الموقع كي لا يكون في ذمته اي كذب
متعمد على رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
منقول