منتديات الجنة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الجنة

منتديات الجنة منتدى عراقي يهتم بالطلبة العراقيين والشباب العراقي ... منوع اجتماعي خدمي


3 مشترك

    دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين

    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    المدير العام
    المدير العام


    الجنس : ذكر
    الانتساب الانتساب : 19/06/2009
    العمر العمر : 28
    المساهمات المساهمات : 4547
    نقاط التميز نقاط التميز : 9969
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 51

    دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين Empty دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين

    مُساهمة من طرف ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥ 2010-08-19, 7:21 pm

    أخطاء قبل الحج
    من حج دون إذن مرجعه
    شخص يعمل في الأمن العام، وحاول الحصول على إجازة لأداء فريضة الحج، فلم
    يسمح له مرجعه بذلك، فتغيب عن العمل وذهب لأداء الفريضة بدون إذن من مرجعه.
    وحيث إنه لم يسبق له أن حج فهل حجه صحيح أم لا، وهل عليه ذنب، علما بأن
    مدة التغيب هذه لم يستلم مقابلها راتبا.

    الجواب: هذا السؤال جوابه من شقين:

    الشق الأول: كون هذا الرجل يذهب إلى الحج مع منع مرجعه من ذلك أمر لا يحل
    ولا يجوز؛ لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
    وأولي الأمر منكم وطاعة ولاة الأمور في غير معصية الله تعالى أمر واجب،
    أوجبه الله على عباده في هذه الآية الكريمة، وذلك لأن مخالفة ولاة الأمور
    يترتب عليها فساد كبير وشر وفوضى؛ لأنه لو وكل كل إنسان إلى رأيه لم يكن
    هناك فائدة في الحكم والسلطة.

    وولاة الأمور عليهم أن يرتبوا الحج بين الجنود، حتى يهيئوا لمن لم يؤد
    الفريضة أن يؤديها بالطرق التي يرون أنها كفيلة بالمصلحة، مع تمكين هؤلاء
    الأفراد من أداء فريضة الحج، وهم فاعلون إن شاء الله تعالى.

    أما الشق الثاني: فهو إبراء ذمتك بهذا الحج، فإنها قد برئت وقد أديت
    الفريضة، ولكنك عاص لله تعالى بمخالفة أوامر رئيسك، فعليك أن تتوب إلى الله
    تعالى، وألا تعود لمثلها، وليس لك الحق في أن تأخذ الراتب المقابل للأيام
    التي تغيبتها عن العمل. والله الموفق.

    الحج بدون إذن الزوج
    تزوجت
    والدتي من رجل بعد وفاة والدي، وكان والدي قد حجج أمي، أما الرجل الذي
    تزوجها فوعدها بالحج فتجهزت له ولما دخل شهر ذي الحجة طلبت منه فرفض، بحجة
    أنه سوف يقوم بالحج مع أحد أصدقائه، فاقتنعت أمي؛ ولكنه لم يحج بل قصد
    التحجج حتى لا تحج أمي، ومر بها أهلها وهم في طريقهم إلى مكة فسافرت معهم
    دون علم منه أو رضاه، وذلك من اثنتي عشرة سنة، وقد طلقها منذ خمس سنوات،
    فهل هذا الحج صحيح أم ماذا عليها؟

    الجواب: قبل الإجابة أود أن أبين أنه لا يجوز للمرأة أن تخرج بدون رضا
    زوجها، حتى ولو كان في البلد، فكيف تحج بدون رضاه، هذا حرام، ولا يجوز لها،
    ويجب على الزوج الذي وعد زوجته بالحج أن يفي بوعده، فيحج بها، لا سيما إن
    كان هذا مشروطا عليه في العقد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن أحق
    الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج .

    وإذا كان هذا الوعد بعد العقد، فإن العلماء اختلفوا بالوفاء به، والصواب
    وجوب الوفاء به إذا لم يكن على الواعد ضرر؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه
    وسلم جعل إخلاف الوعد من صفات المنافقين . تحذيرا من إخلافه.

    أما بالنسبة لما وقع من أمك من الحج فإنه صحيح تبرأ به الذمة، ولكن عليها أن تتوب إلى الله وتستغفره.
    حج المرأة في رفقة نساء دون محرم
    امرأة
    تقول: إنني مقيمة في المملكة بحكم عملي بها، وقد ذهبت للحج العام الماضي،
    وكان معي اثنتان من زميلاتي وليس معنا محرم. فما هو الموقف من ذلك؟

    الجواب: هذا العمل وهو الحج بدون مَحرم مُحرَّم لقول النبي صلى الله عليه
    وسلم يخير فيما يرويه ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى
    الله عليه وسلم يقول وهو يخطب: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ، فقام رجل
    فقال: يا رسول الله، إن امرأتي خرجت حاجة، وإنني قد اكتُتِبتُ في غزوة كذا
    وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انطلق فحج مع امرأتك .

    فلا يجوز للمرأة السفر بدون محرم، والمحرم من تحرم عليه على التأبيد بنسب
    أو سبب مباح، ويشترط أن يكون بالغا عاقلا، وأما الصغير فلا يكون محرما،
    وغير العاقل لا يكون محرما أيضا، والحكمة من وجود المحرم مع المرأة حفظها
    وصيانتها، حتى لا تعبث بها أهواء مَن لا يخافون الله عز وجل ولا يرحمون
    عباد الله.

    ولا فرق بين أن يكون معها نساء أو لا، أو تكون آمنة أو غير آمنة، حتى ولو
    ذهبت مع نساء من أهل بيتها وهي آمنة غاية الأمن، فإنه لا يجوز لها أن تسافر
    بدون محرم؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر الرجل بالحج مع
    امرأته لم يسأله ما إذا كان معها نساء وهل هي آمنة أم لا، فلما لم يستفسر
    عن ذلك دل على أنه لا فرق، وهذا هو الصحيح.

    وقد تساهل بعض الناس في وقتنا الحاضر فسوَّغ أن تذهب المرأة في الطائرة
    بدون محرم، وهذا لا شك أنه خلاف النصوص العامة الظاهرة، والسفر في الطائرة
    كغيره تعتريه الأخطار.

    فإن المسافرة في الطائرة إذا شيعها محرمها في المطار فإنه ينصرف بمجرد
    دخولها صالة الانتظار، وهي وحدها بدون محرم وقد تغادر الطائرة في الوقت
    المحدد وقد تتأخر. وقد تقلع في الوقت المحدد فيعتريها سبب يقتضي رجوعها، أو
    أن تنزل في مطار آخر غير المطار المتجهة إليه، وكذلك ربما تنزل في المطار
    الذي تقصده بعد الوقت المحدد لسبب من الأسباب، وإذا قُدِّر أنها نزلت في
    وقتها المحدد فإن المحرم الذي يستقبلها قد يتأخر عن الحضور في الوقت المعين
    لسبب من الأسباب، إما لنوم أو زحام سيارات أو عطل في سيارته أو لغير ذلك
    من الأسباب المعلومة، ثم لو قدر أنه حضر في الوقت المحدد واستقبل المرأة
    فإن من يكون إلى جانبها في الطائرة قد يكون رجلا يخدعها ويتعلق بها وتتعلق
    به.

    والحاصل أن المرأة عليها أن تخشى الله وتخافه فلا تسافر لا إلى الحج ولا إلى غيره إلا مع محرم يكون بالغًا عاقلا. والله المستعان.

    اصطحاب الخادمة للحج دون محرم لها
    يوجد
    لدينا خادمة في المنزل بدون محرم، وسوف أقوم بأداء فريضة الحج في العام
    القادم إن شاء الله، وأود أن أصطحب الخادمة مع عائلتي لأداء الفريضة متكفلا
    بجميع لوازمها، فهل يجوز اصطحابها حيث إن الحج قد لا يتوفر لها أداؤه إلا
    معنا، أفيدونا وجزاكم الله خيرًا؟

    الجواب: قبل الرد على هذا السؤال أحذر إخواننا الذين أنعم الله عليهم في
    هذه البلاد بوفرة المال والخيرات من الانهماك في جلب الخادمات، لأن هذا من
    الترف؛ بل من الإسراف، حتى أننا نسمع أن بعض الناس لا يكون إلا هو وزوجته
    في البيت مع تمكُّـن المرأة بالقيام بجميع شؤون المنزل ومع ذلك يجلب خادمة
    لهما، فأنا أحذر إخواني من هذا الأمر الجارف الذي أصبح لدينا أمرًا يتسابق
    الناس إليه، تقول زوجته: أريد خادمة؛ فيذهب ويأتي لها بخادمة. لذا أنصح ألا
    يأتي أحد بخادمة إلا للضرورة التي لا بد منها.

    ثم الذي أرى أنه إذا كان هناك ضرورة فلا يجلب الإنسان إلا خادمة مسلمة لما
    أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب
    وإذا أتى بخادمة فالذي أراه ألا تكون شابة جميلة، لأنها محل فتنة لا سيما
    إذا كان عنده شباب؛ لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وألا يجلب
    الخادمة إلا ومعها محرم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم نهى أن تسافر المرأة بلا
    محرم .

    وإذا كانت بمحرم فلا يرد الإشكال الذي سأل عنه، فمحرمها سوف يحج معها، أما
    إذا لم يكن معها محرم أو أتى بها المحرم ثم عاد فلا يحجون بها، ولا يسافرون
    بها؛ بل تبقى عند من يثقون به، فإن لم يكن هناك من يثقون به فتحج معهم
    للضرورة وحجها صحيح. والله الموفق.

    الحج عن والد متوفَّى كان لا يصلي
    والدي
    توفي من مدة طويلة، وأعلم أنه كان لا يصلي، وقد حضرت إلى السعودية وقمت
    بأداء فريضة الحج ثلاث مرات، وقد نويت في المرة الأخيرة أن تكون لوالدي
    المتوفًّى، ولكنني استمعت منكم عن حكم من لم يصلِّ أنه في حكم الشرع كافر،
    وقد حزنت كثيرًا عندما فكرت في موقف والدي، وسؤالي: هل تجوز له هذه الحجة؟
    وهل تكفر عنه هذا التقصير في الصلاة؟

    الجواب: إن هذه السائلة ذكرت في سؤالها أنها قد أدت فريضة الحج ثلاث مرات،
    والصحيح أن فريضة الحج مرة واحدة في العمر لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم
    أنه قال: الحج مرة فما زاد فهو تطوع . وكونك عبَّرت بهذا التعبير ثلاث مرات
    فهذا خطأ.

    وأما كونك قد حججت لوالدك وهو لا يصلي فالكفار لا ينتفعون بالأعمال
    الصالحة، ولا يجوز الاستغفار لهم، لقوله تعالى: ما كان للنبي والذين آمنوا
    أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب
    الجحيم ولكن نظرًا لأن والدك قد يصلي في بعض الأحيان، أو يُشك في كفره فإنه
    لا حرج أن تفعلي شيئا وتقولي : اللهم اجعل أجر ذلك لوالدي إن كان مؤمنًا،
    وتعلِّقي ذلك بكون أبيك مؤمنًا، فمثل ذلك لا حرج فيه، فإن تعليق الأمر جائز
    في العبادات وفي الدعاء.

    أما في العبادات: فلقول النبي صلى الله عليه وسلم لضباعة بنت الزبير رضي
    الله عنهما، وقد أرادت أن تحج وهي مريضة قال لها صلى الله عليه وسلم: حجي
    واشترطي فإن لك على ربك ما استثنيت

    وأما في الدعاء: فلقوله تعالى في آية اللعان: والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين

    أخذ النقود للحج عن الغير بنية جمع الدراهم
    ما حكم من أخذ نقودًا ليحج عن غيره وليس في نيته إلا جمع الدراهم؟

    الجواب: يقول العلماء: إن الإنسان إذا حج للدنيا لأخذ الدراهم، فإن هذا
    حرام عليه، ولا يحل له أن ينوي بعمل الآخرة شيئا من الدنيا؛ لقوله تعالى:
    من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نُوفِّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا
    يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل
    ما كانوا يعملون

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: من حج ليأخذ، فليس له في الآخرة من خلاق. وأما
    إذا أخذ ليحج، أو ليستعين به على الحج، فإن ذلك لا بأس به ولا حرج عليه.

    وهنا يجب على الإنسان أن يحذر من أن يأخذ الدراهم للغرض الأول، فإنه يخشى
    ألا يُقبَل منه وألا يُجزِئ الحج عمن أخذه عنه، وحينئذ يلزمه أن يعيد
    النفقة والدراهم إلى صاحبها إذا قلنا بأن الحج لم يصح ولم يقع عن المستنيب.


    ولكن يأخذ الإنسان الدراهم والنفقة ليحج بها عن غيره، ليستعين بها على
    الحج، ويجعل نيته في ذلك أن يقضي غرض صاحبها وأن يتقرب إلى الله تعالى بما
    يتعبد به في المشاعر وعند بيت الله.

    يتبع ..
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    المدير العام
    المدير العام


    الجنس : ذكر
    الانتساب الانتساب : 19/06/2009
    العمر العمر : 28
    المساهمات المساهمات : 4547
    نقاط التميز نقاط التميز : 9969
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 51

    دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين Empty رد: دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين

    مُساهمة من طرف ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥ 2010-08-19, 7:23 pm

    أخطاء تقع في الإحرام من الميقات

    عين
    النبي صلى الله عليه وسلم للإحرام أماكن مخصوصة يحرم منها من أراد الحج
    والعمرة ولا يحل له أن يتعداها حتى يحرم؛ لأن تعديها قبل الإحرام من تعدي
    حدود الله تعالى، وقد قال الله سبحانه: ومن يتعد حدود الله فأولئك هم
    الظالمون وقال في آية أخرى: ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه

    ففي الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
    عليه وسلم وقت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن
    المنازل، ولأهل اليمن يلملم، وقال: هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن
    لمن كان يريد الحج أو العمرة، ومن كان دون ذلك فمهله من أهله .

    وفيهما أيضا من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
    عليه وسلم قال: مهل أهل المدينة من ذي الحليفة وهو خبر بمعنى الأمر لكنه
    صيغ بلفظ الخبر تأكيدا لتنفيذه.

    وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لأهل العراق ذات عرق

    وفي صحيح البخاري أن أهل الكوفة والبصرة أتوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
    فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حد لأهل نجد
    قرنا، وهو جور عن طريقنا وإنا إن أردنا قرنا شق علينا. قال: فانظروا حذوها
    من طريقكم .

    فإحرام من أراد الحج أوالعمرة واجب من هذه المواقيت إذا أتى عليها أو حاذاها، سواء أتى من طريق البر أو البحر أو الجو.

    فإن كان من طريق البر:
    نزل فيها إن مر بها أو فيما حاذاها إن لم يمر بها، وأتى بما ينبغي أن يأتي
    به عند الإحرام، من الاغتسال وتطييب بدنه ولبس ثياب إحرامه، ثم يحرم قبل
    مغادرته.

    وإن كان من طريق البحر، فإن
    كانت الباخرة تقف عند محاذاة الميقات اغتسل وتطيب ولبس ثياب إحرامه حال
    وقوفها، ثم أحرم قبل سيرها، وإن كانت لا تقف عند محاذاة الميقات اغتسل
    وتطيب ولبس ثياب إحرامه قبل أن تحاذيه، ثم يحرم إذا حاذته.

    وإن كان من طريق الجو،
    اغتسل عند ركوب الطائرة وتطيب ولبس إحرامه قبل محاذاة الميقات، ثم أحرم
    قبيل محاذاته، ولا ينتظر حتى يحاذيه؛ لأن الطائرة تمر به سريعة فلا تعطي
    فرصة، وإن أحرم قبله احتياطا فلا بأس.

    والأخطاء التي يقع فيها الحجاج في الإحرام تكون في أمور:

    الأمـر الأول: ترك الإحرام من الميقات، فإن بعض الحجاج ولا سيما القادمون
    بطريق الجو، يدعون الإحرام من الميقات حتى نزولهم إلى جدة، مع أنهم يمرون
    فوقه، وقد وقت النبي صلى الله عليه وسلم المواقيت لأهلها وقال: هن لهن ولمن
    أتى عليهن من غير أهلهن .
    وثبت في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه لما شكا إليه أهل
    العراق أن قرن المنازل التي وقتها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل نجد
    جور عن طريقهم، أي بعيدة ومائلة عن الطريق، قال رضي الله عنه : انظروا إلى
    حذوها من طريقكم وهذا يدل على أن محاذاة الميقات كالمرور به، والذي يأتي
    محاذيا للميقات من فوق الطائرة كالمار به، فعليه أن يحرم إذا حاذى الميقات،
    ولا يجوز له أن يتعدى الميقات لينزل في جدة ويحرم منها.

    والطريق لتصحيح هذا الخطأ أن يغتسل الإنسان في بيته أو في المطار، ويتأهب
    في الطائرة فيلبس ثوب الإحرام ويخلع ثيابه المعتادة، فإذا حاذى الميقات
    أحرم منه، فلبى بما يريد أن يحرم به من عمرة أو حج، ولا يحل له أن يؤخر ذلك
    إلى جدة، فإن فعل فقد أخطأ، وعليه عند جمهور أهل العلم فدية يذبحها في
    مكة، ويوزعها على الفقراء؛ لأنه ترك واجبا من الواجبات.

    الأمـر الثـاني: أن بعض الناس يعتقد أنه لا بد أن يحرم بالنعلين، وأنه إذا
    لم يكن النعلان عليه حين الإحرام، فإنه لا يجوز له لبسهما، وهذا خطأ، فإن
    الإحرام في النعلين ليس بواجب ولا شرط، فالإحرام ينعقد بدون أن يكون عليه
    النعلان، ولا يمنع إذا أحرم من غير نعلين أن يلبسهما فيما بعد؛ فله أن يلبس
    النعلين فيما بعد، وإن كان لم يحرم بهما، ولا حرج عليه في ذلك.


    الأمـر الثالث: أن بعض الناس يظن أنه لا بد أن يحرم بثياب الإحرام، وتبقى
    عليه إلى أن يحل من إحرامه، وأنه لا يحل له تبديل هذه الثياب، وهذا خطأ؛
    فإن الإنسان المحرم يجوز له أن يغير ثياب الإحرام لسبب أو لغير سبب، إذا
    غيرها إلى شيء يجوز لبسه في الإحرام.
    ولا فرق في ذلك بين الرجال والنساء، فكل من أحرم بشيء من ثياب الإحرام
    وأراد أن يغيره فله ذلك، لكن أحيانا يجب عليه تغييره كما لو تنجس بنجاسة لا
    يمكن غسله إلا بخلعه، وأحيانا يكون تغييره أحسن إذا تلوث تلوثا كثيرا بغير
    نجاسة، فينبغي أن يغيره إلى ثوب إحرام نظيف. وتارة يكون الأمر واسعا، إن
    شاء غير وإن شاء بدل. المهم أن هذا الاعتقاد غير صحيح، وهو أن يعتقد الحاج
    أنه إذا أحرم بثوب لا يجوز له خلعه حتى يحل من إحرامه.

    الأمـر الرابع: أن بعض الناس يضطبعون بالإحرام من حين الإحرام، أي من حين
    عقد النية، والاضطباع أن يخرج الإنسان كتفه الأيمن ويجعل طرفي الرداء على
    كتفه الأيسر، فنرى كثيرا من الحجاج- إن لم يكن أكثر الحجاج- يضطبعون من حين
    أن يحرموا إلى أن يحلوا وهذا خطأ؛ لأن الاضطباع إنما يكون في طواف القدوم
    فقط، ولا يكون في السعي ولا فيما قبل الطواف.

    الأمر الخامس: اعتقاد بعضهم أنه يجب أن يصلي ركعتين عند الإحرام، وهذا خطأ
    أيضا؛ فإنه لا يجب أن يصلي الإنسان ركعتين عند الإحرام؛ بل القول الراجح
    الذي ذهب إليه أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، أنه لا يسن
    للإحرام صلاة خاصة؛ لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم .
    فإذا اغتسل الإنسان ولبس ثياب الإحرام أحرم بدون صلاة، إلا إذا كان وقت
    صلاة مثل أن تكون صلاة الفريضة قد حان وقتها أو قرب وقتها، وهو يريد أن
    يمكث في الميقات حتى يصلي، فهنا الأفضل أن يكون إحرامه بعد الصلاة، أما أن
    يتعمد صلاة معينة في الإحرام، فإن القول الراجح أنه ليس للإحرام صلاة تخصه.


    يتبع ..
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    المدير العام
    المدير العام


    الجنس : ذكر
    الانتساب الانتساب : 19/06/2009
    العمر العمر : 28
    المساهمات المساهمات : 4547
    نقاط التميز نقاط التميز : 9969
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 51

    دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين Empty رد: دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين

    مُساهمة من طرف ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥ 2010-08-19, 7:26 pm

    أخطاء تقع في الإحرام بالحج يوم التروية

    هناك
    أخطاء في الإحرام في الحج يوم التروية، منها ما سبق ذكره من الأخطاء عند
    الإحرام بالعمرة، وهو أن بعض الناس يعتقد وجوب الركعتين للإحرام، وأنه لا
    بد أن تكون ثياب الإحرام جديدة، وأنه لا بد أن يحرم بالنعلين، وأنه يضطبع
    بالرداء من حين إحرامه إلى أن يحل.

    من الأخطاء التي تقع في إحرام الحج:

    أولا: أن بعض الناس يعتقد أنه يجب أن يحرم من المسجد الحرام، فتجده يتكلف
    ويذهب إلى المسجد الحرام ليحرم منه، وهذا ظن خطأ، فإن الإحرام من المسجد
    الحرام لا يجب، بل السنة أن يحرم بالحج من مكانه الذي هو نازل فيه، لأن
    الصحابة الذين حلوا من العمرة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ثم أحرموا
    بالحج يوم التروية، لم يأتوا إلى المسجد الحرام ليحرموا منه؛ بل أحرم كل
    إنسان منهم من موضعه، وهذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون هذا هو
    السنة، فالسنة للمحرم بالحج أن يكون إحرامه من المكان الذي هو نازل فيه،
    سواء كان في مكة أو في منى، كما يفعله بعض الناس الآن حيث يتقدمون إلى منى
    من أجل حماية الأمكنة لهم.
    ثانيا: أن بعض الحجاج يظن أنه لا يصح أن يحرم بثياب الإحرام التي أحرم بها
    في عمرته إلا أن يغسلها وهذا ظن خطأ أيضا لأن ثياب الإحرام لا يشترط أن
    تكون جديدة أو نظيفة، صحيح أنه كلما كانت أنظف فهو أولى، وأما أنه لا يصح
    الإحرام بها لأنه أحرم بها في العمرة، فإن هذا ظن ليس بصواب. هذا ما يحضرني
    الآن بالنسبة للأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج في الإحرام بالحج.

    يتبع..
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    المدير العام
    المدير العام


    الجنس : ذكر
    الانتساب الانتساب : 19/06/2009
    العمر العمر : 28
    المساهمات المساهمات : 4547
    نقاط التميز نقاط التميز : 9969
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 51

    دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين Empty رد: دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين

    مُساهمة من طرف ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥ 2010-08-19, 7:38 pm

    أخطاء تقع في التلبية

    هناك أخطاء في الواقع تكون بعد الميقات، أو بعد الإحرام من الميقات إلى الوصول إلى المسجد الحرام، وذلك في التلبية:
    الأول: أن المشروع في التلبية أن يرفع الإنسان صوته بها؛ لأن النبي صلى
    الله عليه وسلم قال: أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم
    بالإهلال . يعني بالتلبية.
    أما الآن فأفواج الحجيج تمر بأعداد ضخمة ولا نسمع أحدا يلبي، فلا يكون للحج
    مظهر في ذكر الله عز وجل؛ بل إنه تمر بك الأفواج وكأنهم لا ينطقون.
    والمشروع للرجال أن يرفعوا أصواتهم بقدر ما يستطيعون من غير مشقة في
    التلبية؛ لأن الصحابة كانوا يفعلون هكذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ،
    امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كما أشرنا إليه آنفا.

    الثاني: أن بعض الحجاج يلبون بصوت جماعي، فيتقدم واحد منهم أو يكون في
    الوسط أو في الخلف ويلبي ثم يتبعونه بصوت واحد، وهذا لم يرد عن الصحابة رضي
    الله عنهم؛ بل قال أنس بن مالك: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم - يعني
    في حجة الوداع- فمنا المكبر، ومنا المهلل، ومنا الملبي. وهذا هو المشروع
    للمسلمين؛ أن يلبي كل واحد بنفسه، وألا يكون له تعلق بغيره.

    نية الدخول في المناسك


    هل نية الدخول في النسك هي التي يتلفظ بها في التلبية؟

    الجواب: التلبية أن يقول: لبيك عمرة إذا كان في عمرة، ولبيك حجا إذا كان في
    حج؛ أما النية فلا يجوز التلفظ بها فلا يقول مثلا: اللهم إني أريد العمرة،
    أو أريد الحج، فهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم .

    يتبع..
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    المدير العام
    المدير العام


    الجنس : ذكر
    الانتساب الانتساب : 19/06/2009
    العمر العمر : 28
    المساهمات المساهمات : 4547
    نقاط التميز نقاط التميز : 9969
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 51

    دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين Empty رد: دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين

    مُساهمة من طرف ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥ 2010-08-19, 7:39 pm

    أخطاء تقع عند دخول الحرم

    من الأخطاء التي تكون من بعض الحجاج عند دخول المسجد الحرام:

    أولا: أن بعض الناس يظن أنه لا بد أن يدخل الحاج أو المعتمر من باب معين في
    المسجد الحرام، فيرى بعض الناس مثلا أنه لا بد أن يدخل، إذا كان معتمرا،
    من الباب الذي يسمى : باب العمرة، وأن هذا أمر لا بد منه أو أمر مشروع،
    ويرى آخرون أنه لا بد أن يدخل من باب السلام، وأن الدخول من غيره يكون
    إثمًا أو مكروهًا، وهذا لا أصل له، فللحاج والمعتمر أن يدخل من أي باب كان،
    وإذا دخل المسجد فليقدم رجله اليمنى وليقل ما ورد في الدخول لسائر
    المساجد، فيسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: اللهم اغفر لي ذنوبي
    وافتح لي أبواب رحمتك .


    ثانيا: أن بعض الناس يبتدع أدعية معينة عند دخول المسجد ورؤية البيت، يبتدع
    أدعية لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيدعو الله بها، وهذا من البدع،
    فإن التعبد لله تعالى بقول أو فعل أو اعتقاد لم يكن عليه النبي صلى الله
    عليه وسلم وأصحابه بدعة وضلالة، وحذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    ثالثًا: يخطئ بعض الناس- حتى من غير الحجاج- حيث إنهم يعتقدون أن تحية
    المسجد الحرام الطواف، بمعنى أنه يسن لكل من دخل المسجد الحرام أن يطوف
    اعتمادًا على قول بعض الفقهاء في أن سنة المسجد الحرام الطواف، والواقع أن
    الأمر ليس كذلك، فالمسجد الحرام كغيره من المساجد التي قال فيها رسول الله
    صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين .
    ولكن إذا دخلت المسجد الحرام للطواف؛ سواء كان الطواف طواف نسك كطواف
    العمرة والحج، أو كان طواف تطوع كالأطوفة في غير النسك، فإنك يجزئك أن تطوف
    وإن لم تصل ركعتين. هذا هو معنى قولنا إن المسجد الحرام تحيته الطواف،
    وعلى هذا فإذا دخلت بغير نية الطواف ولكن لانتظار الصلاة أو لحضور مجلس علم
    أو ما أشبه ذلك، فإن المسجد الحرام كغيره، يسن فيه أن تصلي ركعتين قبل أن
    تجلس لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

    يتبع..
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    المدير العام
    المدير العام


    الجنس : ذكر
    الانتساب الانتساب : 19/06/2009
    العمر العمر : 28
    المساهمات المساهمات : 4547
    نقاط التميز نقاط التميز : 9969
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 51

    دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين Empty رد: دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين

    مُساهمة من طرف ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥ 2010-08-19, 7:41 pm

    أخطاء تقع في ركعتي الطواف

    ثبت
    عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما فرغ من الطواف تقدم إلى مقام إبراهيم
    فقرأ: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فصلى ركعتين، والمقام بينه وبين
    الكعبة، وقرأ في الركعة الأولى الفاتحة و قل يا أيها الكافرون وفي الركعة
    الثانية الفاتحة و قل هو الله أحد

    والأخطاء التي يقع فيها الحجاج في ركعتي الطواف نذكر منها ما يلي:

    الأول: أن بعض الناس يظنون أن هاتين الركعتين لا بد أن تكونا خلف المقام،
    وقريبا منه أيضا، ولهذا تجدهم يزاحمون زحاما شديدا، ويؤذون الطائفين، وهم
    ليس لهم حق في هذا المكان؛ لأن الطائفين أحق به منهم، ما دام المطاف
    مزدحما، لأن الطائفين ليس لهم مكان سوى هذا، وأما المصلون للركعتين بعد
    الطواف فلهم مكان آخر.
    المهم أننا نجد بعض الناس- نسأل الله لنا ولهم الهداية - يتحلقون خلف
    المقام، ويشغلون مكانا كبيرا واسعا من أجل رجل واحد أو امرأة واحدة تصلي
    خلف المقام، ويحصل في ذلك من قطع الطواف للطائفين وازدحامهم؛ لأنهم يأتون
    من مكان واسع، ثم يضيق بهم المكان هنا من أجل هذه الحلقة التي تحلق بها
    هؤلاء، فيحصل بذلك ضنك وضيق، وربما يحصل مضاربة ومشاتمة، وهذا كله إيذاء
    لعباد الله عز وجل وتحجر لمكان غيرهم به أولى.

    وهذا الفعل لا يشك عاقل - عرف مصادر الشريعة ومواردها- أنه محرم، وأنه لا
    يجوز، لما فيه من إيذاء المسلمين، وتعريض طواف الطائفين للفساد أحيانا؛ لأن
    الطائفين- أحيانا- باشتباكهم مع هؤلاء، يجعلون البيت إما خلفهم وإما
    أمامهم، مما يخل بشرط من شروط الطواف.

    فالخطأ هنا أن بعض الناس يعتقد أنه لا بد أن تكون الركعتان خلف المقام
    وقريبا منه، والأمر ليس كما ظن هؤلاء، فالركعتان تجزئان في كل مكان من
    المسجد، ويمكن للإنسان أن يجعل المقام بينه وبين البيت، أي : بينه وبين
    الكعبة ولو كان بعيدا منه، ويكون بذلك قد حقق السنة، من غير إيذاء للطائفين
    ولا لغيرهم.

    الثاني: أن بعض الناس يطيلهما؛ يطيل القراءة فيهما، ويطيل الركوع والسجود،
    والقيام والقعود، وهذا مخالف للسنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخفف
    هاتين الركعتين، ويقرأ في الأولى: قل يا أيها الكافرون وفي الثانية: قل هو
    الله أحد وينصرف من حين أن يسلم؛ تشريعا للأمة، ولئلا يحجز المكان عمن هو
    أحق به منه، فإن هذا المكان إنما يكون للذين يصلون ركعتين خلفه بعد الطواف،
    أو للطائفين إن ازدحم المطاف، ولهذا يخطئ بعض الناس الذين يطيلون الركعتين
    خلف المقام، لمخالفتهم السنة، وللتضييق على إخوانهم ممن أتموا طوافهم
    ويريدون أن يصلوا ركعتين خلف المقام.


    الثالث: أن بعض الناس إذا أتمهما جعل يدعو؛ يرفع يديه ويدعو دعاء طويلا،
    والدعاء بعد الركعتين هنا ليس بمشروع ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    لم يفعله، ولا أرشد أمته إليه، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ،
    فلا ينبغي للإنسان أن يبقى بعد الركعتين يدعو؛ لأن ذلك خلاف السنة، ولأنه
    يؤذي الطائفين إذا كان الطواف مزدحما؛ ولأنه يحجز مكانا غيره أولى به، ممن
    أتموا الطواف وأرادوا أن يصلوا في هذا المكان.

    الرابع: ومن البدع هنا ما يفعله بعض الناس حيث يقوم عند مقام إبراهيم،
    ويدعو دعاء المقام، وهذا الدعاء لا أصل له أبدا في سنة الرسول صلى الله
    عليه وسلم، فهو من البدع التي ينهى عنها، وفيه - مع كونه بدعة، وكل بدعة
    ضلالة - أن بعض الناس يمسك كتابا فيه هذا الدعاء، ويبدأ يدعو به بصوت مرتفع
    ويؤمن عليه من خلفه، وهذا بدعة إلى بدعة، وفيه أيضا تشويش على المصلين حول
    المقام، والتشويش على المصلين سبق أن بينا أن رسول الله صلى الله عليه
    وسلم نهى عنه.

    وكل هذه الأخطاء التي ذكرناها في الركعتين وبعدهما، تصويبهما أن يتمسك
    الإنسان في ذلك بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن خير الهدي هدي محمد
    صلى الله عليه وسلم، فإذا تمسكنا به زالت عنا هذه الأخطاء كلها.

    الدعاء بعد الركعتين ومسح الوجه

    ذكرتم من الأخطاء في ركعتي الطواف أن يدعو الإنسان بعد الركعتين، وهناك
    أيضا من يدعو طويلا ثم يمسح وجهه، فهل هذا خاص بركعتي الطواف، أو يعم جميع
    السنن التي يصليها الإنسان؟

    الجواب: في هذا السؤال مسألتان:

    المسألة الأولى: مسح الوجه باليدين بعد الدعاء.

    والمسألة الثانية: الدعاء بعد النافلة.

    أما الأولى وهي مسح الوجه باليدين بعد الدعاء، فإنه وردت فيه أحاديث ضعيفة اختلف فيها أهل العلم.

    ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أن هذه الأحاديث لا تقوم بها حجة،
    لأنها ضعيفة مخالفة لظاهر ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين
    وغيرهما، فإنه روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء بأحاديث صحيحة،
    وأنه رفع يديه في ذلك، ولم يذكر أنه مسح بهما وجهه، وهذا يدل على أنه لم
    يفعله؛ لأنه لو فعله لتوافرت الدواعي على نقله ونقل. قال شيخ الإسلام ابن
    تيمية رحمه الله : إن مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء بدعة.

    ومن العلماء من يرى أن هذه الأحاديث الضعيفة بمجوعها ترتقي إلى درجة الحسن
    لغيره، أي : إلى درجة الحديث الحسن لغيره؛ ولأن الطرق الضعيفة إذا كثرت على
    وجه ينجبر بعضها ببعض، صارت من قسم الحسن لغيره، ومن هؤلاء ابن حجر
    العسقلاني في بلوغ المرام.

    والذي يظهر لي أن الأولى عدم المسح، أي : عدم مسح الوجه باليدين بعد الفراغ
    من الدعاء؛ لأنه وإن قلنا إن هذا الحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن
    لغيره، فإنه يبقى متنه شاذا؛ لأنه مخالف للظاهر من الأحاديث الصحيحة التي
    وردت بكثرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في الدعاء، ولم يرد
    أنه مسح بهما وجهه، وعلى كل حال: فلا أتجاسر على القول بأن ذلك بدعة،
    ولكني أرى أن الأفضل أن لا يمسح، ومن مسح فلا ينكر عليه. هذا بالنسبة
    للفقرة الأولى من سؤالك.

    أما بالنسبة للثانية وهي الدعاء بعد النافلة، فإن الدعاء بعد النافلة إن
    اتخذه الإنسان سنة راتبة، بحيث يعتقد أن يشرع كلما سلم من نافلة أن يدعو،
    فهذا أخشى أن يكون بدعة، لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فما
    أكثر ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم النفل، ولم يرد عنه أنه صلى الله
    عليه وسلم كان يدعو بعده، ولو كان هذا من المشروع لسنه النبي صلى الله
    عليه وسلم لأمته، إما بقوله أو بفعله أو بإقراره.

    ثم إنه ينبغي أن يعلم أن الإنسان ما دام في صلاته فإنه يناجي ربه، فكيف
    يليق بالإنسان أن يدع الدعاء في الحال التي يناجي فيها ربه، ثم يأخذ في
    التضرع بعد انصرافه من صلاته وانقطاع مناجاته لله عز وجل في صلاته، فكان
    الأولى والأجدر بالإنسان أن يجعل الدعاء قبل السلام ما دام في الحال التي
    يناجي فيها به، وهذا المعنى أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو معنى حسن
    جيد.

    فإذا أردت أيها الأخ المسلم أن تدعو الله فاجعل دعاءك قبل السلام؛ لأن هذا
    هو الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله في حديث عبد الله بن
    مسعود حين ذكر التشهد قال: ثم يتخير من الدعاء ما شاء ولأنه أليق بحال
    الإنسان لما أسلفنا من كونه في حال صلاته يناجي ربه.

    يتبع ..
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    المدير العام
    المدير العام


    الجنس : ذكر
    الانتساب الانتساب : 19/06/2009
    العمر العمر : 28
    المساهمات المساهمات : 4547
    نقاط التميز نقاط التميز : 9969
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 51

    دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين Empty رد: دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين

    مُساهمة من طرف ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥ 2010-08-19, 7:50 pm

    أخطاء تقع في السعي بين الصفا والمروة

    ثبت
    عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حين دنا من الصفا قرأ: إن الصفا والمروة
    من شعائر الله ثم رقى عليه حتى رأى الكعبة، فاستقبل القبلة ورفع يديه، فجعل
    يحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو، فوحد الله وكبره وقال: لا إله إلا الله
    وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير، لا إله إلا الله
    وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا بين ذلك فقال مثل
    هذا ثلاث مرات، ثم نزل ماشيًا فلما انصبَّت قدماه في بطن الوادي وهو ما بين
    العلمين الأخضرين سعى حتى إذا تجاوزهما مشى حتى أتى المروة ففعل على
    المروة كما فعل على الصَّفا.

    أما بالنسبة للأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج في المسعى فيحضرني منها الأخطاء التالية:

    الأول: النطق بالنية، فإن بعض الحجاج إذا أقبل على الصفا قال: إني نويت أن
    أسعى سبعة أشواط لله تعالى، ويُعيِّن النسك الذي يسعى فيه، يقول ذلك
    أحيانًا إذا أقبل على الصفا، وأحيانًا إذا صعد على الصفا، وقد سبق أن النطق
    بالنية من البدع؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينطق بالنية لا سرًا
    ولا جهرًا. وقد قال الله تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن
    كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا وقال النبي صلى الله عليه
    وسلم: إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها .
    وهذا الخطأ يُتلافى بأن يقتصر الإنسان على ما في قلبه من النية، وهو إنما ينوي لله عز وجل، والله تعالى عليم بذات الصدور.


    الثاني: أن بعض الناس إذا صعد على الصفا واستقبل القبلة، جعل يرفع يديه
    ويشير بهما كما يفعل ذلك في تكبيرات الصلاة، أو عند تكبيرات الإحرام
    والركوع والرفع منه، أو القيام من التشهد، يرفع هكذا إلى حذو المنكبين
    ويشير، وهذا خطأ، فإن الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أنه رفع
    يديه وجعل يدعو، وهذا يدل على أن رفع اليدين هنا رفع دعاء، وليس رفعًا كرفع
    التكبير. وعليه فينبغي للإنسان إذا صعد الصفا أن يتجه إلى القبلة، ويرفع
    يديه للدعاء، ويأتي بالذكر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا
    المقام، ويدعو كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    الثالث: أن بعض الحجاج يمشي بين الصفا والمروة مشيًا واحدًا، مشية المعتاد،
    ولا يلتفت إلى السعي الشديد بين العلمين الأخضرين، وهذا خلاف السنة، فإن
    رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسعى سعيًا شديدًا في هذا المكان، أعني :
    في المكان الذي بين العلمين الأخضرين، وهما إلى الصفا أقرب منهما إلى
    المروة. فالمشروع للإنسان إذا وصل إلى العلم الأخضر الأول الذي يلي الصفا
    أن يسعى سعيًا شديدًا بقدر ما يتحمله، بشرط ألا يتأذى ولا يؤذي أحدًا بذلك،
    وهذا إنما يكون حينما يكون المسعى خفيفا، فيسعى بين هذين العلمين ثم يمشي
    إلى المروة مشيه المعتاد، هذه هي السنة.

    الرابع: على العكس من ذلك، فإن بعض الناس إذا كان يسعى تجده يرمل في جميع
    السعي، من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا، فيحصل في ذلك ثلاث
    مفاسد أو أكثر: المفسدة الأولى: مخالفة السنة.
    المفسدة الثانية: الإشقاق على نفسه، فإن بعض الناس يجد مشقة شديدة في هذا
    العمل، لكنه يتحمل على اعتقاده أن ذلك هو السنة، فتجده يرمل من الصفا إلى
    المروة، ومن المروة إلى الصفا، وهكذا حتى ينهي سعيه، ومن الناس من يفعل
    ذلك؛ لا تحريًا للخير ولكن حبًا للعجلة وإنهاء للسعي بسرعة، وهذا شر مما
    قبله، لأن هذا ينبئ عن تبرُّم الإنسان بالعبادة، وملله منها، وحبه الفرار
    منها، والذي ينبغي للمسلم أن يكون قلبه مطمئنًا، وصدره منشرحًا بالعبادة،
    يحب أن يتأنى فيها على الوجه المشروع الذي جاءت به سنة رسول الله صلى الله
    عليه وسلم، أما أن يفعلها وكأنه يريد الفرار منها، فهذا دليل على نقص
    إيمانه. وعدم اطمئنانه بالعبادة.
    المفسدة الثالثة: أنه يؤذي الساعين، فأحيانًا يصطدم بهم ويؤذيهم، وأحيانًا يكون مضيقًا عليهم ومزاحمًا لهم فيتأذون بذلك.

    فنصيحتي لإخواني المسلمين في هذا المقام أن يتأسوا برسول الله صلى الله
    عليه وسلم فإن هديه خير الهدي، وأن يمشوا في جميع الأشواط إلا فيما بين
    العلمين، فإنهم يسعون سعيًا شديدًا كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم،
    ما لم يتأذوا بذلك أو يؤذوا غيرهم.

    الخامس: أن بعض النساء يسعين بين العلمين، أي : يسرعن في المشي بينهما كما
    يفعل الرجال، والمرأة لا تسعى، وإنما تمشي المشية المعتادة؛ لقول ابن عمر
    رضي الله عنهما: ليس على النساء رمل بالبيت ولا بين الصفا والمروة.

    السادس: أن بعض الناس يتلو قوله تعالى: إن الصفا والمروة من شعائر الله في
    كل شوط، كلما أقبل على الصفا وكلما أقبل على المروة، وهذا خلاف السنة. فإن
    السنة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلاوة هذه الآية أنه
    تلاها حين دنا من الصفا بعد أن أتم الطواف وركعتي الطواف وخرج إلى المسعى،
    فلما دنا من الصفا قرأ: إن الصفا والمروة من شعائر الله ثم قال صلى الله
    عليه وسلم: أبدأ بما بدأ الله به إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أنه
    إنما جاء ليسعى؛ لأن هذا من شعائر الله عز وجل، وأنه إنما بدأ بالصفا، لأن
    الله تعالى بدأ به. فتكون تلاوة هذه الآية مشروعة عند ابتداء السعي، إذا
    دنا من الصفا، وليست مشروعة كلما دنا من الصفا في كل شوط، ولا كلما دنا من
    المروة، وإذا لم تكن مشروعة فلا ينبغي للإنسان أن يأتي بها إلا في الموضع
    الذي أتى بها فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    السابع: أن بعض الذين يسعون يخصصون كل شوط بدعاء معين، وقد سبق أن هذا من
    البدع، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يخصص كل شوط بدعاء معين، لا في
    الطواف ولا في السعي أيضًا، وإذا كان هذا من البدع فإن رسول الله صلى الله
    عليه وسلم قال: كل بدعة ضلالة .
    وعليه، فاللائق بالمؤمن أن يدع هذه الأدعية، وأن يشتغل بالدعاء الذي يرغبه
    ويريده، ويدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، ويذكر الله، ويقرأ القرآن،
    وما أشبه ذلك من الأقوال المقربة إلى الله سبحانه وتعالى، فإن رسول الله
    صلى الله عليه وسلم قال: إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي
    الجمار لإقامة ذكر الله .

    الثامن: الدعاء من كتاب لا يعرف معناه، فإن كثيرًا من الكتب التي بأيدي
    الناس لا يُعرف معناها بالنسبة لحاملها، وكأنهم يقرءونها تعبُّدًا لله
    تعالى بتلاوة ألفاظها، لأنهم لا يعرفون المعنى، ولا سيما إذا كانوا غير
    عالمين باللغة العربية؛ وهذا من الخطأ أن تدعو الله سبحانه وتعالى بدعاء لا
    تعرف معناه.
    والمشروع لك أن تدعو الله سبحانه وتعالى بدعاء تعرف معناه، وترجو حصوله من
    الله عز جل، وعليه فالدعاء بما تريده أنت، بالصيغة التي تريدها ولا تخالف
    الشرع، أفضل بكثير من الدعاء بهذه الأدعية التي لا تعرف معناها، وكيف يمكن
    لشخص أن يسأل الله تعالى شيئًا وهو لا يدري ماذا يسأله؟ وهل هذا إلا من
    إضاعة الوقت والجهل؟ ولو شئت لقلت إن هذا من سوء الأدب مع الله عز وجل؛ أن
    تدعو الله سبحانه وتعالى بأمر لا تدري ما تريد منه.

    التاسع: البدء بالمروة، فإن بعض الناس يبدأ بالمروة جهلاً منه، يظن أن
    الأمر سواء فيما إذا بدأ من الصفا أو بدأ من المروة، أو يسوقه تيار
    الخارجين من المسجد، حتى يكون المروة أقرب إليه من الصفا، فيبدأ بالمروة
    جهلا منه، وإذا بدأ الساعي بالمروة فإنه يلغي الشوط الأول، فلو فرضنا أنه
    بدأ بالمروة، فأتم سبعة أشواط، فإنه لا يصح منها إلا ستة؛ لأن الشوط الأول
    يكون مُلغى، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى وجوب البدء بالصفا حيث
    قال: أبدأ بما بدأ الله به .

    العاشر: أن بعض الناس يعتبر الشوط الواحد من الصفا إلى الصفا، يظن أنه لا
    بد من إتمام دورة كاملة، يكون في الطواف من الحجر إلى الحجر، فيبدأ بالصفا
    وينتهي إلى المروة ويجعل هذا نصف الشوط لا كله، فإذا رجع من المروة إلى
    الصفا، اعتبر هذا شوطًا واحدًا، وعلى هذا فيكون سعيه أربعة عشر شوطًا. وهذا
    أيضًا خطأ عظيم وضلال بين، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين
    الصفا والمروة سبعة أشواط، ولكنه ابتدأ بالصفا واختتم بالمروة، وجعل الذهاب
    من الصفا إلى المروة شوطًا، والرجوع من المروة إلى الصفا شوطًا آخر.
    وهذا الذي يقع من بعض الحجاج إنما يكون جهلا منهم بالسنة، وتفريطًا منهم في
    عدم التعلم، وقد أشرنا مرارًا إلى أنه ينبغي - بل يجب - على المسلم إذا
    أراد أن يفعل عبادة، أن يتعلم حدود ما أنزل الله فيها قبل أن يفعلها، وهذا
    التعلم من فروض الأعيان، لأنه لا يستقيم دين المرء إلا به، أعني : تعلم
    حدود ما أنزل الله في عبادة يريد الإنسان أن يفعلها، هو من فرض الأعيان.
    فيجب عليه أن يتعلم حدود ما أنزل الله في هذه العبادة؛ ليعبد الله تعالى
    على بصيرة.

    الحادي عشر: السعي في غير نسك، يعني أن بعض الناس يتعبد لله تعالى بالسعي
    بين الصفا والمروة في غير نسك، أي : في غير حج ولا عمرة، يظن أن التطوع
    بالسعي مشروع كالتطوع بالطواف، وهذا أيضًا خطأ.
    والذي يدلنا على هذا أنك تجد بعض الناس في زمن العمرة - أي : في غير زمن
    الحج - يسعى بين الصفا والمروة بدون أن يكون عليه ثياب الإحرام، مما يدل
    على أنه محل، فإذا سألته: لماذا تفعل ذلك؟ قال: لأني أتعبد لله عز وجل
    بالسعي كما أتعبد بالطواف. وهذا جهل مركب؛ لأنه صار جاهلاً بحكم الله
    جاهلاً بحاله، حيث يظن أنه عالم وليس هو بعالم.

    أما إذا كان السعي في زمن الحج بعد الوقوف بعرفة، فيمكن أن يسعى الإنسان
    وعليه ثيابه المعتادة؛ لأنه يتحلل برمي جمرة العقبة يوم العيد وبالحلق أو
    التقصير، ثم يلبس ثيابه ويأتي إلى مكة ليطوف ويسعى بثيابه المعتادة.

    على كل حال أقول: إن بعض الناس يتعبد لله تعالى بالسعي من غير حج ولا عمرة،
    وهذا لا أصل له، بل هو بدعة، ولا يقع في الغالب إلا من شخص جاهل، لكنه
    يعتبر من الأخطاء في السعي.

    الثاني عشر: التهاون بالسعي على العربة بدون عذر، فإن بعض الناس يتهاون
    بذلك ويسعى على العربة بدون عذر، مع أن كثيرا من أهل العلم قالوا: إن السعي
    راكبا لا يصح إلا لعذر، وهذه المسألة مسألة خلاف بين العلماء؛ أي : هل
    يشترط في السعي أن يكون الساعي ماشيًا - إلا من عذر - أو لا يشترط؟ ولكن
    الإنسان ينبغي له أن يحتاط لدينه، وأن يسعى ماشيًا ما دام قادرًا، فإن عجز
    فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة
    حين قالت: إني أريد أن أطوف وأجدني شاكية. قال: طوفي من وراء الناس وأنت
    راكبة . فأذن لها بالركوب في الطواف؛ لأنها مريضة، وهكذا نقول في السعي: أن
    الإنسان إذا كان لا يستطيع أو يشق عليه مشقة تتعبه، فلا حرج عليه أن يسعى
    على العربة.

    يتبع..
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    المدير العام
    المدير العام


    الجنس : ذكر
    الانتساب الانتساب : 19/06/2009
    العمر العمر : 28
    المساهمات المساهمات : 4547
    نقاط التميز نقاط التميز : 9969
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 51

    دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين Empty رد: دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين

    مُساهمة من طرف ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥ 2010-08-19, 8:10 pm

    تابع أخطاء السعي......

    صعود الصفا للنساء

    من المعروف أن الصفا ضيق والمروة أضيق منه، ومع ذلك نرى النساء يصعدن إلى
    الصفا والمروة ويزاحمن الرجال، فهل من السنة صعود المرأة على الصفا ؟

    الجواب: المعروف عند الفقهاء أنه لا يسن للمرأة أن تصعد الصفا والمروة،
    وإنما تقف عند أصولهما، ثم تنحرف لتأتي ببقية الأشواط، لكن لعل هؤلاء
    النساء اللاتي يشاهدن صاعدات على الصفا والمروة يكن مع محارمهن، ولا يتسنى
    لهن مفارقة المحارم؛ لأنهن يخشين من الضياع، إلا فإن الأولى بالمرأة ألا
    تزاحم الرجال في أمر ليس مطلوبا منها.

    كيفية السعي بين العلمين الأخضرين
    ذكرتم من الأخطاء ترك السعي الشديد بين العلمين الأخضرين وذكرتم أنها قرب
    إلى الصفا، وذكرتم أن السعي يكون في الذهاب من الصفا إلى المروة، فهل لزم
    أيضا السعي الشديد في العودة بين العلمين الأخضرين من المروة إلى الصفا؟

    الجواب: نعم، لكن الأفضل أن يسعى سعيا شديدا بين العلمين، في ذهابه من
    الصفا إلى المروة، وفي رجوعه من المروة إلى الصفا؛ لأن كل مرة من هذه شوط،
    والسعي بين العلمين مشروع في كل الأشواط.

    الدعاء عند الصعود إلى الصفا

    ذكرتم
    من الأخطاء أن بعض الناس يتلو الآية: إن الصفا والمروة عند الصعود إلى
    الصفا أو المروة كل شوط، وقلتم : إن الرسول صلى الله عليه وسلم تلا أول
    الآية: إن الصفا والمروة من شعائر الله أبدأ بما بدأ الله به . فهل نقول
    مثل قول الرسول: أبدأ بما بدأ الله به أو نكمل الآية؟

    الجواب: الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر قوله - أي :
    جابر- : فلما دنا من الصفا قرأ: إن الصفا والمروة من شعائر الله فيحتمل أنه
    قرأ الآية كلها، ويحتمل أنه قرأ هذا الجزء منها.

    فإن أكمل الحاج الآية فلا حرج عليه. وأما قوله: أبدأ بما بدأ الله به
    فيقولها الإنسان أيضا، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإشعارا
    لنفسه أنه فعل ذلك طاعة لله عز وجل، حيث ذكر الله أنهما من شعائر الله وبدأ
    بالصفا.

    ترديد الدعاء بعد المطوفين

    ذكرتم من الأخطاء التي تقع في السعي الدعاء من خلال كتاب، فهل ينطبق هذا
    أيضا على الذين يطوفون بالناس ويسعون بهم، ويقولون أدعية ويرددها الناس
    خلفهم؟

    الجواب: نعم، هو ينطبق على هؤلاء؛ لأن هؤلاء أيضا كانوا قد حفظوا هذه
    الأدعية من هذا الكتاب؛ ولعلك لو ناقشت بعضهم - أي : بعض هؤلاء المطوفين -
    لو ناقشته عن معاني ما يقول لم يكن عنده من ذلك خبر، ولكن مع ذلك قد يكون
    الذين خلفه لا يعلمون اللغة العربية ولا يعرفون معنى ما يقول، وإنما
    يرددونه تقليدا لصوته فقط، وهذا من الخلل الذي يكون من المطوفين، ولو أن
    المطوفين أمسكوا الحجاج الذين يطوفونهم، وعلموهم تعليما عند كل طواف وعند
    كل سعي، فيقولون لهم مثلا: أنتم الآن ستطوفون فقولوا كذا وافعلوا كذا
    وادعوا بما شئتم، ونحن معكم نرشدكم إن ضللتم، فهذا طيب، وهو أحسن من أن
    يرفعوا أصواتهم بتلقينهم الدعاء الذي لا يعرفون معناه، والذي قد يكون فيه
    تشويش على الطائفين.

    وهم إذا قالوا: نحن أمامكم وأنتم افعلوا كذا، أشيروا مثلا إلى الحجر، أو
    استلموه إذا تيسر لكم، أو ما أشبه ذلك، وقولوا كذا، وكبروا عند محاذاة
    الحجر الأسود، وقولوا بينه وبين الركن اليماني: ربنا آتنا في الدنيا حسنة
    وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار إلى غير ذلك من التوجيهات لكان ذلك أنفع
    للحاج وأخشع، وأما أن يؤتى بالحاج وكأنه ببغاء يقلد بالقول والفعل هذا
    المطوف، ولا يدري عن شيء أبدا، وربما لو قيل له بعد ذلك: طف. ما استطاع أن
    يطوف ولا يعرف الطواف؛ لأنه كان يمشي ويردد وراء هذا المطوف. فهذا هو الذي
    أرى أنه أنفع للمطوفين وأنفع للطائفين أيضا.


    يتبع ..
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥
    المدير العام
    المدير العام


    الجنس : ذكر
    الانتساب الانتساب : 19/06/2009
    العمر العمر : 28
    المساهمات المساهمات : 4547
    نقاط التميز نقاط التميز : 9969
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 51

    دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين Empty رد: دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين

    مُساهمة من طرف ♥ﻣـ`ﺣـ`ـﻤــڍ ♥ٱڷــبغدادﮯ♥ 2010-08-19, 9:03 pm

    أخطاء تقع في منى يوم التروية

    ومن الأخطاء التي تقع من بعض الحجاج في منى يوم التروية:

    الأول: بعض الناس لا يجهر بالتلبية مع مشروعية الجهر بها ، فتمر بك أفواج
    الحجاج، ولا تكاد تسمع واحدًا يلبي، وهذا خلاف السنة، وخلاف ما أمر به
    النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، فالسنة للإنسان في التلبية أن يجهر بها
    وأن يرفع صوته بذلك، ما لم يشق عليه، وليعلم أنه لا يسمعه شيء من حجر أو
    مدر، إلا شهد له يوم القيامة عند الله سبحانه وتعالى.


    الثاني: بعض الحجاج يذهب رأسًا إلى عرفة ولا يبيت في منى، وهذا وإن كان
    جائزًا- لأن المبيت في منى ليس بواجب- لكن الأفضل للإنسان أن يتبع السنة
    التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحيث ينزل في منى من ضحى اليوم
    الثامن، إلى أن تطلع الشمس من اليوم التاسع، فإن رسول الله صلى الله عليه
    وسلم فعل ذلك، وقال: لتأخذوا عني مناسككم .
    لكنه لو تقدم إلى عرفة ولم يبت في منى في ليلة التاسع فلا حرج عليه، لحديث
    عروة بن المضرَّس أنه أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر يوم
    العيد في مزدلفة وقال: يا رسول الله، أكْللت راحلتي وأتعبتُ نفسي، فلم أرَ
    جبلا إلا وقفت عنده- يعني: فهل لي من حج؟- فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
    من شهد صلاتنا هذه، ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلا أو
    نهارًا فقدتم حجه وقضى تفثه . ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم المبيت
    بمنى ليلة التاسع، وهذا يدل على أنه ليس بواجب.

    الثالث: بعض الناس يقصر ويجمع في منى ، فيجمع الظهر مع العصر، والمغرب مع
    العشاء، وهذا خلاف السنة، فإن المشروع للناس في منى أن يقصروا الصلاة بدون
    جمع، هكذا جاءت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان الجمع
    جائزًا؛ لأنه في سفر، والمسافر يجوز له الجمع حالا وسائرًا؛ لكن الأفضل لمن
    كان حالاً ونازلا من المسافرين، الأفضل ألا يجمع إلا لسبب، ولا سبب يقتضي
    الجمع في منى، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجمع في منى، ولكن
    يقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين، فيصلي الظهر ركعتين في وقتها، والعصر في
    وقتها، وهكذا في بقية الصلوات.

    يتبع..
    نداوى
    نداوى
    .::عضو::.
    .::عضو::.


    الجنس : انثى
    الانتساب الانتساب : 16/03/2010
    العمر العمر : 38
    المساهمات المساهمات : 51
    نقاط التميز نقاط التميز : 51
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 1

    دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين Empty رد: دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين

    مُساهمة من طرف نداوى 2010-10-07, 1:38 pm

    شكرا لك
    جزاك الله خير
    mr.maro
    mr.maro
    .::عضو تفتخر به الادارة::.
    .::عضو تفتخر به الادارة::.


    الجنس : ذكر
    الانتساب الانتساب : 06/05/2011
    العمر العمر : 33
    المساهمات المساهمات : 3494
    نقاط التميز نقاط التميز : 3603
    تقيم المستوى تقيم المستوى : 4

    دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين Empty رد: دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها - للشيخ ابن عثيمين

    مُساهمة من طرف mr.maro 2011-05-08, 1:28 am

    جزاك الله خيرا

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-10, 12:13 pm