محمد الغروي ـ جدة
في الوقت الذي اتسعت فيه رقعة استخدام وسائل الاتصال الحديثة في المجالات المختلفة، استغل بعض الدعاة الهواتف المحمولة لأغراض دعوية مقابل رسوم مادية شهرية محددة للمشتركين في الجوالات الدعوية. وترتكز فكرة الجوال الدعوي على أمرين، أولاهما: الاشتراك برسم شهري بأربعين هللة يوميا أي ما يعادل 12ريالا شهريا للباقة الواحدة، أو بطريقة أخذ مقابل مادي على كل رسالة ترسل من قبل الشخص إلى رقم مخصص بتكلفة أعلى من التكلفة العادية. وبات من الملحوظ في الوقت الراهن، أن يكون لبعض الدعاة أرقام جوالات مخصصة؛ لاستقبال الفتاوى وتأويل الرؤى وإسداء النصح والإرشادات بمقابل مادي ـ الأمر الذي استهجنه البعض ـ لأن الدعوة إلى الله لا تكون بالمال، فيما يرى بعض المهتمين بالأمر الدعوي أن ذلك لا غبار عليه.. (الدين والحياة) استطلعت أراء عدد من المهتمين بالجانب الدعوي للوقوف على شرعية ذلك.
فتاوى الجوال
يقول الكاتب السعودي محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ: إن فتوى الجوال هي إحدى الطرق التي ابتدعها أحد المشايخ السعوديين غير المصرح لهم بالفتوى من الجهات الرسمية طلباً للثراء غير المشروع، وتعتبر طريقة مبتكرة لاستغلال حاجة الناس للفتوى بالمقابل المادي، فمثل هذا المشروع هو بلغة مباشرة وصريحة استثمار «تجاري» لشأن ديني لا يمكن قبوله بحال من الأحوال، فلا يُمكن لمسلم عاقل أن يقبل مثل هذا الأسلوب في إيصال الفتوى، وينبغي أن لا يفتح مثل هذا الباب لكائن من كان لكي لا تستغل حاجة الناس إلى الفتوى، هذه القضية تحتاج إلى تدخل الجهات المعنية، فمثل هذه الأمور ينبغي أن تمنع، كما تمنع الجهة التي سهلت لهؤلاء الاستفادة من استغلال هذا الشأن الشرعي مادياً من خلال تقنية رسائل الجوال.
الضوابط مطلوبة
واستطرد آل الشيخ مستغربا، لم يعرف تاريخ الإسلام ـ على حد قوله ـ أن هناك مفتياً كان يطلب أجراً من الناس مقابل فتواه، مشددا في الوقت ذاته على أهمية تدخل الجهات المختصة لكبح مثل هذه التجاوزات الدخيلة على المجتمع، أو معالجتها وتنظيمها إن كانت جائزة، وقال: إن ترك مثل هذا الأمر مفتوحاً دونما قيود قد يحمل الكثير من المحاذير، لذا يجب أن لا يترك الحبل على الغارب، من خلال وضع الضوابط لمثل هذه الاستثمارات، التي تمس عبادات الناس بشكل مباشر.
رسائل مجانية
وأضاف: هناك جهات خيرية تتبنى مثل هذه المشاريع، لكن بصفة خيرية ومجانية كالشبكة الإسلامية فهي ترسل لجميع المشتركين عبر العالم مجانا، كما ابتكر مكتب الدعوة والإرشاد بالبديعة طريقة جديدة للدعوة إلى الله من خلال مشروع «بلغني الإسلام»، حيث يرى مدير مكتب الدعوة والإرشاد بالبديعة الشيخ فؤاد بورشيد، أن فكرة المشروع تتلخص في إرسال رسائل نصية مجانية، قد آتت أكلها بشكل كبير وغير متوقع، ويصل متوسط الرسائل إلى سبعمائة رسالة يوميا، ويتضمن المشروع إرسال الناس بيانات غير المسلمين، كاسمه ورقمه وجنسيته ولغته، حيث يقوم المكتب بالاتصال عليه ودعوته للإسلام بشكل محبب وعلمي خلال 48 ساعة، ويشرف على المشروع نخبة من العلماء والدعاة يرأسهم الشيخ سعد البريك، فهذا المشروع المجاني «بلغني الإسلام» قد سهل على الكثيرين دعوة غير المسلمين إلى ديننا الإسلامي الحنيف بكل سهولة ويسر، وهو معتمد من قبل الجهات الحكومية المعنية.
تأويل الرؤيا
ويرى المشرف على قناة أكاديمية الأحلام الدكتور يوسف بن دخيل الله الحارثي أن جوال باقة قناة الأحلام من الجوالات الدعوية، وأن تأويل الرؤيا من خلال الفتوى فيها نفع الناس كما نص على ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: «أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون»، وتقوم فكرة هذا المشروع على عدة جوانب، منها الجانب التعليمي وهو ما يسمى بالاشتراكات في تعليم الفوائد من أصول وقواعد ومصطلحات ومسائل وآداب، ويتم من خلاله إرسال عدة فوائد يومية للجوال تغطي الجانب التعليمي من هذا العلم.
مسابقات القمار
واستنكر الحارثي النقد الموجه للجوالات الدعوية والذي لم يطل بعض وسائل الإعلام التي تروج لمسابقات القمار وتأكل أموال الناس بالباطل والتي تتاجر بالأخلاق وتنشر التنصير في كل ما تقدمه من مواد إعلامية... حسب قوله، وأضاف: لا يمكن أن تكون الجوالات الدعوية مجانية، فهناك من يتفرغ لهذا الأمر، ويحتاج أن يؤمن له ما يحتاجه من أجل أن يتفرغ لمتطلبات عمله الطبيعية، إن حاجة الناس ماسة إلى من يعلمهم القرآن والفقه، قل من يبذل ذلك حسبة لله تعالى، فقد كان للمعلمين أعطيات من بيت المال .
وسائل مساعدة
وأضاف: إن مثل هذه الوسائل من الأمور المساعدة على الطلب، وليس القصد من الطلب المشقة والتعقيد، فلهذا كلما كانت الوسيلة أسهل للمعلومة وأدق كلما زاد طلب الإنسان للعلم، وتزود به، ومن نعم الله علينا توفر هذه التقنيات لطبيعة عصر السرعة، فالتعقيد للوصول للعلمي ليس هدفا إلا لأعداء الإسلام لنكون في جهل عن ديننا
في الوقت الذي اتسعت فيه رقعة استخدام وسائل الاتصال الحديثة في المجالات المختلفة، استغل بعض الدعاة الهواتف المحمولة لأغراض دعوية مقابل رسوم مادية شهرية محددة للمشتركين في الجوالات الدعوية. وترتكز فكرة الجوال الدعوي على أمرين، أولاهما: الاشتراك برسم شهري بأربعين هللة يوميا أي ما يعادل 12ريالا شهريا للباقة الواحدة، أو بطريقة أخذ مقابل مادي على كل رسالة ترسل من قبل الشخص إلى رقم مخصص بتكلفة أعلى من التكلفة العادية. وبات من الملحوظ في الوقت الراهن، أن يكون لبعض الدعاة أرقام جوالات مخصصة؛ لاستقبال الفتاوى وتأويل الرؤى وإسداء النصح والإرشادات بمقابل مادي ـ الأمر الذي استهجنه البعض ـ لأن الدعوة إلى الله لا تكون بالمال، فيما يرى بعض المهتمين بالأمر الدعوي أن ذلك لا غبار عليه.. (الدين والحياة) استطلعت أراء عدد من المهتمين بالجانب الدعوي للوقوف على شرعية ذلك.
فتاوى الجوال
يقول الكاتب السعودي محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ: إن فتوى الجوال هي إحدى الطرق التي ابتدعها أحد المشايخ السعوديين غير المصرح لهم بالفتوى من الجهات الرسمية طلباً للثراء غير المشروع، وتعتبر طريقة مبتكرة لاستغلال حاجة الناس للفتوى بالمقابل المادي، فمثل هذا المشروع هو بلغة مباشرة وصريحة استثمار «تجاري» لشأن ديني لا يمكن قبوله بحال من الأحوال، فلا يُمكن لمسلم عاقل أن يقبل مثل هذا الأسلوب في إيصال الفتوى، وينبغي أن لا يفتح مثل هذا الباب لكائن من كان لكي لا تستغل حاجة الناس إلى الفتوى، هذه القضية تحتاج إلى تدخل الجهات المعنية، فمثل هذه الأمور ينبغي أن تمنع، كما تمنع الجهة التي سهلت لهؤلاء الاستفادة من استغلال هذا الشأن الشرعي مادياً من خلال تقنية رسائل الجوال.
الضوابط مطلوبة
واستطرد آل الشيخ مستغربا، لم يعرف تاريخ الإسلام ـ على حد قوله ـ أن هناك مفتياً كان يطلب أجراً من الناس مقابل فتواه، مشددا في الوقت ذاته على أهمية تدخل الجهات المختصة لكبح مثل هذه التجاوزات الدخيلة على المجتمع، أو معالجتها وتنظيمها إن كانت جائزة، وقال: إن ترك مثل هذا الأمر مفتوحاً دونما قيود قد يحمل الكثير من المحاذير، لذا يجب أن لا يترك الحبل على الغارب، من خلال وضع الضوابط لمثل هذه الاستثمارات، التي تمس عبادات الناس بشكل مباشر.
رسائل مجانية
وأضاف: هناك جهات خيرية تتبنى مثل هذه المشاريع، لكن بصفة خيرية ومجانية كالشبكة الإسلامية فهي ترسل لجميع المشتركين عبر العالم مجانا، كما ابتكر مكتب الدعوة والإرشاد بالبديعة طريقة جديدة للدعوة إلى الله من خلال مشروع «بلغني الإسلام»، حيث يرى مدير مكتب الدعوة والإرشاد بالبديعة الشيخ فؤاد بورشيد، أن فكرة المشروع تتلخص في إرسال رسائل نصية مجانية، قد آتت أكلها بشكل كبير وغير متوقع، ويصل متوسط الرسائل إلى سبعمائة رسالة يوميا، ويتضمن المشروع إرسال الناس بيانات غير المسلمين، كاسمه ورقمه وجنسيته ولغته، حيث يقوم المكتب بالاتصال عليه ودعوته للإسلام بشكل محبب وعلمي خلال 48 ساعة، ويشرف على المشروع نخبة من العلماء والدعاة يرأسهم الشيخ سعد البريك، فهذا المشروع المجاني «بلغني الإسلام» قد سهل على الكثيرين دعوة غير المسلمين إلى ديننا الإسلامي الحنيف بكل سهولة ويسر، وهو معتمد من قبل الجهات الحكومية المعنية.
تأويل الرؤيا
ويرى المشرف على قناة أكاديمية الأحلام الدكتور يوسف بن دخيل الله الحارثي أن جوال باقة قناة الأحلام من الجوالات الدعوية، وأن تأويل الرؤيا من خلال الفتوى فيها نفع الناس كما نص على ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: «أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون»، وتقوم فكرة هذا المشروع على عدة جوانب، منها الجانب التعليمي وهو ما يسمى بالاشتراكات في تعليم الفوائد من أصول وقواعد ومصطلحات ومسائل وآداب، ويتم من خلاله إرسال عدة فوائد يومية للجوال تغطي الجانب التعليمي من هذا العلم.
مسابقات القمار
واستنكر الحارثي النقد الموجه للجوالات الدعوية والذي لم يطل بعض وسائل الإعلام التي تروج لمسابقات القمار وتأكل أموال الناس بالباطل والتي تتاجر بالأخلاق وتنشر التنصير في كل ما تقدمه من مواد إعلامية... حسب قوله، وأضاف: لا يمكن أن تكون الجوالات الدعوية مجانية، فهناك من يتفرغ لهذا الأمر، ويحتاج أن يؤمن له ما يحتاجه من أجل أن يتفرغ لمتطلبات عمله الطبيعية، إن حاجة الناس ماسة إلى من يعلمهم القرآن والفقه، قل من يبذل ذلك حسبة لله تعالى، فقد كان للمعلمين أعطيات من بيت المال .
وسائل مساعدة
وأضاف: إن مثل هذه الوسائل من الأمور المساعدة على الطلب، وليس القصد من الطلب المشقة والتعقيد، فلهذا كلما كانت الوسيلة أسهل للمعلومة وأدق كلما زاد طلب الإنسان للعلم، وتزود به، ومن نعم الله علينا توفر هذه التقنيات لطبيعة عصر السرعة، فالتعقيد للوصول للعلمي ليس هدفا إلا لأعداء الإسلام لنكون في جهل عن ديننا