“البوابة العراقية” بغداد – بدا احمد جاسب
(34 سنة) كالمسعور وهو يدفع مجموعة من المواطنين تجمهروا حول قوائم لأسماء
أشخاص بينهم إناث مهددين بالقتل أصدرتها جماعة دينة متشددة وعلقتها على
حائط احدى البنايات التابعة لمستشفى (الجوادر) في مدينة الصدر الواقعة شرق
العاصمة العراقية بغداد.
فتلك القوائم احتوت على أسماء كانت أشبه بنعوت يطلقها السكان في المدينة
على شبان وشابات ينتمون لظاهرة (الايمو)، وعلى تهديدات بالقتل من جهات غير
معروفة إذا لم يتوقفوا عن ممارساتهم التي تعتبرها تلك الجهات “قذارة تدنس
المدينة”.
ووسط استهزاء المتجمهرين الذين كانوا يعلقون على الأسماء الواردة في
القوائم ويروون قصصا عن اصحابها أشبه بالأساطير، كان يحاول جاسب التعرف
على الاسماء بدقة خوفا من ورود اسم أخيه الصغير (حيدر)، ويعلق على اسباب
توتره ويوضح قائلا “يا اخي حتى اللي مسوي تسريحة شعر يقولون عنه إيمو ويعبد
الشيطان”.
ويضيف جاسب ان الجميع خائف من ان تصيبه “عقوبة” من جماعات مجهولة متشددة
بسبب تسريحة شعره اوارتدائه لملابس معينة، ويؤكد أن هذه القوائم “اثارت
الذعر” بين الاسر خوفا من قتل أبنائها.
ويلفت جاسب إلى أن هناك الكثير من الكلام عن “عمليات قتل تمت خلال
الايام الماضية ومنها قتل شخص من الايمو يطلق عليه تسمية العروس في منطقة
القيارة (التابعة لمدينة الصدر)”، ويتابع بلهجة عامية “أخوي حيدر قلت له
عمي روح زين وما تلبس ضيق خاطر لا يحسبوك من الايمو”، لكنه يردف قائلا
وبنوع من العتب “ما يقتنع مني.. ولاحق الموضة!”.
وتعد منطقة الجوادر في مدينة الصدر وخصوصا الشارع الموازي لمستشفى
الجوادر والمصرف القريب منه من اكثر الشوارع ازدحاما بالمارة في المدينة
وتنتشر هناك أيضا أعداد من الصيدلايات والمحال التجارية. ويعلق أبو سجاد
على مكان نشر القوائم، ويقول إن المنطقة شهدت في العام 2009 عرض قوائم
بأسماء مثليين جنسيين يطلق عليهم محليين بـ”الجرواه”.
ويلفت أبو سجاد (47 سنة) في حديث لـ”السومرية نيوز” إلى أن “العديد من
المثليين قتلوا آنذاك ومثل فيهم قبل قتلهم”، ويعلق بالقول “بلا شك أن تلك
الجماعات جادة في تهديداتها الآن ضد الإيمو”، ويبين أن وضع الإعلان في
منطقة الجوادر هو “لغرض نشر الذعر” ويبين أن الكثيرين سيطلعون على القوائم
“باعتبارها منطقة مزدحمة”.
حالات قتل غامضة تلف عددا من المحافظات
وتشير مصادر في أجهزة الامن العراقية وشهود عيان أن العديد من عمليات القتل
“الغامضة” طالت مؤخرا شباب منتمين لظاهرة الايمو أو من أصحاب السلوك
الغريب او اللباس او تسريحة الشعر الغريبة، فالمجتمع العراقي يعتبرها أمورا
“شاذة”، وتلفت تلك المصادر إلى أن أغلب عمليات القتل كانت عن طريق “سحق
رؤوسهم بطابوقة” (قطعة من الأسمنت)”.
وتذكر مصادر في الشرطة العراقية ، أن الأسبوع الماضي وحده سجلت فيه
“خمس عليات قتل لمعتنقي الايمو فقط في جانب الرصافة من بغداد”. وتوضح
المصادر ان ثلاثة من هؤلاء قتلوا يوم الاثنين الماضي (5 آذار) في منطقة
الشعب شمال العاصمة، فيما قتل اثنان ليلة الاثنين ايضا في منطقة الكرادة
وسط بغداد
وفي محافظات الفرات الأوسط القريبة من بغداد يأخذ ما يحكى عن ظاهرة
الإيمو منحى آخر، اذ تؤكد مصادر امنية حدوث حالات انتحار “غامضة” ايضا خلال
الاشهر الماضية بين مقلدي هذه الظاهرة خصوصا في محافظة بابل.
ويكشف مصدر مسؤول في الشرطة أن “سبع حالات انتحار في مناطق متفرقة من
بابل سجلت خلال الفترة الممتدة من تشرين الثاني 2011 وحتى كانون الثاني
2012، اثنتان منها لفتيات وخمس لشباب لم تتجاوز اعمارهم منتصف العشرينيات.
ويبين المصدر أن “التحقيقات الاولية اثبتت ان المنتحرين السبعة كانوا من
الانطوائيين الذين يرتدون ملابس واكسسوارات معينة ومن محبي سماع موسيقى
الروك والمنعزلين عن أقرانهم اجتماعيا”، ويلفت إلى أن “خلاصة التحقيقات
أشارت الى أن انتحارهم لم يأت بسبب قضية شخصية او مشاكل مع أسرهم”.
الإيمو ليست جديدة في العراق وهناك تحريض على القتل
ولا تأتي ظاهرة (الإيمو) في العراق كإحدى الأزمات التي اعقبت انسحاب القوات
الأميركية مطلع العام الحالي أو في إطار عرقلة الجهود لاستضافة بغداد
للقمة العربية، بل يؤكد بعض الباحثين أنها دخلت البلاد بعد تغيير النظام في
العراق في العام 2003 عن طريق الشباب العراقي المغترب الذي زار البلاد او
عن طريق الموضة والتلفزيون والفضائيات، لكن الجديد في تطور هذه الظاهرة هي
الأنباء عن حالات قتل طالت عددا من معتنقيها في بعض المحافظات خلال الفترة
الأخيرة، فالعامة في العراق تنظر إلى هؤلاء على أنهم من “أتباع الشيطان”،
وحتى أن بعض المسؤولين يصفونهم بأنهم “مصاصو دماء”.
ويقول رئيس اللجنة الامنية في المجلس المحلي لمنطقة الكاظمية علي الشمري
ان “مفارز الامن الوطني والشرطة المجتمعية في المنطقة ابلغتنا بقيام بعض
اتباع الايمو بامتصاص الدماء من معاصم بعضهم البعض”، ويتابع باهتمام بالغ
ويقول “هناك خشية لدى المجلس من امكانية تحول هؤلاء الى عبدة للشيطان”.
ويعتبر الشمري أن “ظاهرة الايمو هي ظاهرة أجنبية على المدينة المقدسة وغير اخلاقية”.
ويرفض بعض سكان العاصمة العراقية بغداد هذه الظاهرة ويرون أنها “لا
تنسجم مع تقاليد المجتمع”، ويقول حسين شاهر (30 سنة) إن المجتمع العراقي لم
يتطور بسبب انعزاله لفترة طويلة عن العالم ليقبل الايمو وما يرتديه أصحابه
من ملابس واكسسوارات غريبة”.
وينتقد حسين ملابس المنتمين للايمو بشدة، ويقول بلغة شعبية “صدك فضيحة
ملابسهم كلشي مبين البنطرون ضيق..”، ويتساءل “هاي وين تمشي في العراق”.
لكن محمد جمعة (35 سنة) يعيد الى الاذهان، نظرية المؤامرة من جديد،
ويعبر أن هذه “الظاهرة مدعومة من الغرب بهدف تخريب الشباب العراقي”.
ويقول جمعة ان الايمو ظاهرة انطوائية وتأثير الغرب فيها “واضح”، ويعتبر
انها تختلف مع عقائد وطبيعة المجتمع العراقي، ويشدد قائلا “نرفضها وتجب
إزالتها”.
لكن بالنسبة للباحثين في مجال علم الاجتماع فإن ظاهرة (الايمو) “تمثل
واقعا في الشارع العراقي وعلى الجميع قبولها ومعالجتها بالطرق الصحيحة وليس
عن طريق العنف”.
وتقول الباحثة حكمت حميد ان “انتشار الظاهرة جاء بسبب ميول الشباب
لتقليد الظواهر الغربية وقلة الوعي الديني والاجتماعي لديهم”، وتعتبر أن
تصريحات المسؤولين بشأن الظاهرة والحديث عن انهم مصاصو دماء اوغيرها من دون
فهم تفاصيل الظاهرة وابعادها ويعتبر خطأ كبيرا”.
وتلفت الباحثة إلى ان “هكذا تصريحات تشكل خطرا على حياة مقلدي هذه
الظاهرة وغيرها من الظواهر الغريبة وتهيج الشارع ضدهم وتدفع الجهات
المتطرفة إلى التهديد بقتلهم او قتلهم”، وتؤكد أن هؤلاء “لا يشكلون خطرا
على المجتمع بقدر ما يشكلون خطرا على انفسهم خصوصا اذا طبقوا طقوس الإيمو
المعمول بها عالميا”.
اعتقالات بين صفوف مرتدي الجيز وأصحاب التسريحات العصرية
وبالنسبة لبعض اعضاء البرلمان العراقي من المدافعين عن حقوق الأنسان فإن
قوات الأمن العراقية شأنها شأن الجماعات الدينية المتطرفة تقوم باضطهاد
الشباب واعتقالهم فقط لمجرد انهم يلبسون على الموضة أو لأن تسريحة شعرهم
غير اعتيادية.
وتقول النائبة المستقلة في مجلس النواب العراقي صفية السهيل إن “وزارة
الداخلية مطالبة بالكشف عن ملابسات عمليات قتل عدد من مقلدي ظاهرة (الايمو)
والجهات التي تقف وراءها”، وتشدد بالقول انه “ليس من حق احد ان يحاسب او
ينصب نفسه بديلا عن القانون للتعامل مع هذه القضية”.
وتعتبر السهيل أن الجهات المتشددة ليست وحدها المسؤولة عن اضطهاد الشباب
وتلفت إلى عناصر الأجهزة الأمنية ومنها الشرطة المجتمعية أخذوا “يعتقلون
طلبة من امام الكليات وفي الشوارع بتهمة تقليد الظاهرة أو بسبب شكلهم، او
ارتدائهم للجينز الامريكي أو قص شعرهم على الموضة الغربية”.
وتلفت السهيل إلى أن الجهات الأمنية تتبع مع هؤلاء أساليب كانت تتبعها
الجهات الأمنية “أيام النظام السابق”، وتوضح أن “الطلبة باتوا مرعوبين من
جراء سلوك الأجهزة الأمنية ويلفتون إلى أن تلك الأجهزة كلفت عددا من الطلبة
بإعداد تقارير عن زملائهم الذين يرتدون الجينز او لديهم تسريحات خاصة”.
وتعتبر النائبة وهي من الناشطات في حقوق الأنسان أن “ما يمارس حاليا
تجاه الشباب يأتي ضمن التضييق على الحقوق والحريات العامة من دون وجه حق”،
مطالبة “وزارة الداخلية بادخال منتسبيها بدورات مكثفة عن حقوق الانسان”.
وبحسب مختصين أتت كلمة إيمو “emo”من مصطلح “emotional” وهي كلمة تشير
إلى أن حاملها يتصف بشخصية حساسة أو عاطفية ويتسم بمشاعر متهيجة وحزينة
وانعزالية غالبا، وقد أخذت هذه الظاهرة في الانتشار بين الشباب المراهقين
في أعمار تتراوح ما بين 12-17 وهي جزء من مرحلة في حياة بعضهم ولكنها قد
تستمر بعد ذلك أيضا، وهي ليست ديانة ولا صلة لها بالشذوذ الجنسي أو إيذاء
النفس والقسوة معها.
الداخلية: هناك عمليات قتل لكنها جنائية وتحدث دائما
وتنفي وزارة الداخلية العراقية وجود عمليات قتل للمنتمين لظاهرة الايمو
خلال الايام الماضية، وتؤكد أن حالات القتل التي حصلت مؤخرا تدخل ضمن
“الحوادث الجنائية”.
ويقول وكيل وزارة الداخلية عدنان الاسدي ، إن “الوزارة لم تسجل أي حالات
قتل لمقلدي ظاهرة الايمو خلال الفترة الماضية”، ويؤكد أن “جميع حالات
القتل التي اشيع عنها في وسائل الاعلام كانت لأسباب ثأرية واجتماعية
وإجرامية تحدث دائماً”.
ويضيف الأسدي أن “قضية الايمو تم تضخيمها من قبل بعض الجهات واخذت اكثر
من طبيعتها”، مشيرة الى أن “هذه الايمو ظاهرة محدودة لدى بعض الشباب الذين
وقعوا تحت تأثير الموضات لكنها بعيدة عن اي تحركات ايدلوجية او عقائدية”.
ومع ذلك فإن الأسدي يحذر الجماعات الدينية المتطرفة من التجاوز على
الحريات العامة ويقول “لا يمكنها تنصيب نفسها حامية للاخلاف والشرائع
الدينية”.
ويحذر الأسدي في الوقت نفسه “جهات” من محاولة “استغلال هذه القضية
وتوظيفها بشكل سلبي لإيقاع الضرر على المجتمع العراقي ومحاولة تفكيك اللحمة
بين أبنائه”، ويؤكد ان وزارته “ستتخذ كافة الاجراءات القانونية بحق كل من
يحاول ان يروج لهذه الظاهرة ويخرجها عن إطارها”.
فتاة الإيمو: لا نعرف الشياطين وهناك محجبات بيننا
ووسط ما يثار عن الإيمو وما يتعرضون له فإن أتباع هذه الظاهرة يبدون غير
مكترثين، او هكذا أوحى لنا مصطفى حسين (20 سنة) الذي كان يجلس في أحد مقاهي
بغداد على مقعد بلاستيكي وهو يدخن الاركيلة وحيدا، بانتظار رفيقتيه في
الايمو شهد وكاترين، اللتين وصلتا بعد دقائق لتبدأ المصافحة الخاصة
بالطائفة.
فالبداية كانت سلاما بالارجل عبر ركلها ببعضها البعض ثم القيام ببعض
الحركات بالأيدي قبل تقبيل الوجه والجلوس، والكلام في مواضيع عدة لم نستطع
سماع اغلبها بسبب رفضهم الاستماع لاحاديثهم التي اكدوا ان بعضها يتعلق
بحياتهم وطقوسهم اليومية.
ويقول مصطفى ان ظاهرة الايمو ليست مثل باقي المعتقدات “فنحن لا نعبد
الشيطان ولسنا مصاصي دماء، كما يعتقد البعض في الشارع، بل نركز اهتمامنا
على الملابس والاكسسوارات والشكل الخارجي”، ويؤكد “لا نختلف عن الأشخاص
العاديين سوى بالملابس.”
ويضيف مصطفى ، “انجذابي للايمو بدأ منذ سنة وجاء لإعجابي بمظهرهم
الخارجي الذي يميزهم عن باقي الشباب”، ويتابع “وانا لا أهتم بالانتقادات
التي تواجهني في الشارع او في المنزل من قبل أسرتي”.
لكن رفيقتي مصطفى كانتا اكثر جرأة منه في التحذير من أن “أي اجبار لهما
على ترك الايمو سيعني انتحارهما” وراحتا تتحدثان بطلاقة عن طقوس الايمو.
وتقول شهد عبد الصاحب (18 سنة) وكانت تجلس قرب مصطفى، “نحن أناس عاديون
نتجمع في مجاميع تضم فتيات وفتيان لغرض الحديث عن مشاكلنا الخاصة”.
وتضيف شهد، “أهلي لم يرفضوا انضمامي لظاهرة الايمو قبل اكثر من عامين
ونصف إلا مؤخرا بعد ازدياد الحديث عنها في الشارع”، لكنها تشدد بالقول “أنا
سأنتحر اذا زادت الضغوط علي لترك ما أنا فيه”.
وترى فتاة الإيمو ان “غالبية المجتمع تفهم بشكل خاطىء ظاهرة الايمو
وينظرون الينا كعبدة للشيطان أو شياطين وهو أمر غير صحيح، فلا يوجد شيطان
في رأسنا”.
وتتدخل كاترين هاشم (17 سنة) في الحديث وتقاطع رفيقتها شهد لتقول “نعبر
عن انفسنا عن طريق الوحدة والعيش في جو حزين يتمثل بسماع الاغاني الحزينة”.
وتقول كاترين إنها كانت تفكر بالانتحار عندما عارضت اسرتها انتمائها
لهذه الظاهرة قبل ثلاث سنوات، وتؤكد بالقول “لانجلب الضرر الى المجتمع
ولسنا عبدة للشيطان كما ترى غالبية المجتمع”، ثم تنتفض لتتساءل بالعامية
“اكو محجبات معنا ويلسبن جميع اكسسوارات وملابس الايمو شلون نعبد
الشيطان؟”.
تجار ملابس: انها محاولة للتغطية على مشاكل البلاد
ويشاهد اتباع هذه الظاهرة في العاصمة بغداد خاصة في احياء الكرادة وشارع
فلسطين وغيرها من الاحياء الغنية في العاصمة، ويتبع مقلدو هذه الظاهرة نمطا
معينا في الحياة يتمثل بالاستماع لموسيقى معينة تنتمي لموسيقى الروك
وتسريحة شعر معينة وملابس سوداء، وسراويل ضيقة جدا أو فضفاضة جدا، وأغطية
المعصم، وهكذا فإن الظاهرة لا يمكن أن تكون ظاهرة إلا عن طريق الملابس
والاكسسوارات التي تميز مقلديها، وهو ما أدى إلى ظهور العديد من المحال
الخاصة ببيعها في مختلف مناطق بغداد، التي يؤكد اصحابها بطبيعة الحال أن
(الإيمو) لا تؤثر على المجتمع العراقي، بقدر ما يتأثر بها مقلديها.
ويقر احمد جاسم (35 سنة) وهو صاحب محل لبيع ملابس الايمو في منطقة
الكرادة بوجود بعض الممارسات لمقلدي الايمو مثل “ضرب الايدي بالشفرات او
الموس”، لكنه يؤكد أنها “محدودة”.
ويقول جاسم انه يلتقي مقلدي الايمو يوميا ولا يسمع منهم ان هناك عبادة
للشيطان أو أن لديهم معتقدا جديدا، ويتابع مؤكدا “نحن سنرفض هذه الظاهرة
اذا رأينا أنها أصبحت مضرة بالمجتمع العراقي”.
ويؤكد مرتضى عبد الكريم (40 سنة) وهو صاحب محل لبيع اكسسوارات الإيمو في
منطقة الكاظمية إن المقلدين للظاهرة في العراق “يلجئون الى الملابس فقط”،
ويضيف “هذا ما شاهدته من خلال تواجدهم في محلي بين الحين والآخر”.
ويستغرب عبد الكريم من الاعتقاد السائد بأن هؤلاء من عبدة الشيطان،
ويعلق ليقول باستهزاء “يبدو المسؤولين يحاولون تضخيم القضية للتغطية على
العديد من المشاكل في البلاد”.
(34 سنة) كالمسعور وهو يدفع مجموعة من المواطنين تجمهروا حول قوائم لأسماء
أشخاص بينهم إناث مهددين بالقتل أصدرتها جماعة دينة متشددة وعلقتها على
حائط احدى البنايات التابعة لمستشفى (الجوادر) في مدينة الصدر الواقعة شرق
العاصمة العراقية بغداد.
فتلك القوائم احتوت على أسماء كانت أشبه بنعوت يطلقها السكان في المدينة
على شبان وشابات ينتمون لظاهرة (الايمو)، وعلى تهديدات بالقتل من جهات غير
معروفة إذا لم يتوقفوا عن ممارساتهم التي تعتبرها تلك الجهات “قذارة تدنس
المدينة”.
ووسط استهزاء المتجمهرين الذين كانوا يعلقون على الأسماء الواردة في
القوائم ويروون قصصا عن اصحابها أشبه بالأساطير، كان يحاول جاسب التعرف
على الاسماء بدقة خوفا من ورود اسم أخيه الصغير (حيدر)، ويعلق على اسباب
توتره ويوضح قائلا “يا اخي حتى اللي مسوي تسريحة شعر يقولون عنه إيمو ويعبد
الشيطان”.
ويضيف جاسب ان الجميع خائف من ان تصيبه “عقوبة” من جماعات مجهولة متشددة
بسبب تسريحة شعره اوارتدائه لملابس معينة، ويؤكد أن هذه القوائم “اثارت
الذعر” بين الاسر خوفا من قتل أبنائها.
ويلفت جاسب إلى أن هناك الكثير من الكلام عن “عمليات قتل تمت خلال
الايام الماضية ومنها قتل شخص من الايمو يطلق عليه تسمية العروس في منطقة
القيارة (التابعة لمدينة الصدر)”، ويتابع بلهجة عامية “أخوي حيدر قلت له
عمي روح زين وما تلبس ضيق خاطر لا يحسبوك من الايمو”، لكنه يردف قائلا
وبنوع من العتب “ما يقتنع مني.. ولاحق الموضة!”.
وتعد منطقة الجوادر في مدينة الصدر وخصوصا الشارع الموازي لمستشفى
الجوادر والمصرف القريب منه من اكثر الشوارع ازدحاما بالمارة في المدينة
وتنتشر هناك أيضا أعداد من الصيدلايات والمحال التجارية. ويعلق أبو سجاد
على مكان نشر القوائم، ويقول إن المنطقة شهدت في العام 2009 عرض قوائم
بأسماء مثليين جنسيين يطلق عليهم محليين بـ”الجرواه”.
ويلفت أبو سجاد (47 سنة) في حديث لـ”السومرية نيوز” إلى أن “العديد من
المثليين قتلوا آنذاك ومثل فيهم قبل قتلهم”، ويعلق بالقول “بلا شك أن تلك
الجماعات جادة في تهديداتها الآن ضد الإيمو”، ويبين أن وضع الإعلان في
منطقة الجوادر هو “لغرض نشر الذعر” ويبين أن الكثيرين سيطلعون على القوائم
“باعتبارها منطقة مزدحمة”.
حالات قتل غامضة تلف عددا من المحافظات
وتشير مصادر في أجهزة الامن العراقية وشهود عيان أن العديد من عمليات القتل
“الغامضة” طالت مؤخرا شباب منتمين لظاهرة الايمو أو من أصحاب السلوك
الغريب او اللباس او تسريحة الشعر الغريبة، فالمجتمع العراقي يعتبرها أمورا
“شاذة”، وتلفت تلك المصادر إلى أن أغلب عمليات القتل كانت عن طريق “سحق
رؤوسهم بطابوقة” (قطعة من الأسمنت)”.
وتذكر مصادر في الشرطة العراقية ، أن الأسبوع الماضي وحده سجلت فيه
“خمس عليات قتل لمعتنقي الايمو فقط في جانب الرصافة من بغداد”. وتوضح
المصادر ان ثلاثة من هؤلاء قتلوا يوم الاثنين الماضي (5 آذار) في منطقة
الشعب شمال العاصمة، فيما قتل اثنان ليلة الاثنين ايضا في منطقة الكرادة
وسط بغداد
وفي محافظات الفرات الأوسط القريبة من بغداد يأخذ ما يحكى عن ظاهرة
الإيمو منحى آخر، اذ تؤكد مصادر امنية حدوث حالات انتحار “غامضة” ايضا خلال
الاشهر الماضية بين مقلدي هذه الظاهرة خصوصا في محافظة بابل.
ويكشف مصدر مسؤول في الشرطة أن “سبع حالات انتحار في مناطق متفرقة من
بابل سجلت خلال الفترة الممتدة من تشرين الثاني 2011 وحتى كانون الثاني
2012، اثنتان منها لفتيات وخمس لشباب لم تتجاوز اعمارهم منتصف العشرينيات.
ويبين المصدر أن “التحقيقات الاولية اثبتت ان المنتحرين السبعة كانوا من
الانطوائيين الذين يرتدون ملابس واكسسوارات معينة ومن محبي سماع موسيقى
الروك والمنعزلين عن أقرانهم اجتماعيا”، ويلفت إلى أن “خلاصة التحقيقات
أشارت الى أن انتحارهم لم يأت بسبب قضية شخصية او مشاكل مع أسرهم”.
الإيمو ليست جديدة في العراق وهناك تحريض على القتل
ولا تأتي ظاهرة (الإيمو) في العراق كإحدى الأزمات التي اعقبت انسحاب القوات
الأميركية مطلع العام الحالي أو في إطار عرقلة الجهود لاستضافة بغداد
للقمة العربية، بل يؤكد بعض الباحثين أنها دخلت البلاد بعد تغيير النظام في
العراق في العام 2003 عن طريق الشباب العراقي المغترب الذي زار البلاد او
عن طريق الموضة والتلفزيون والفضائيات، لكن الجديد في تطور هذه الظاهرة هي
الأنباء عن حالات قتل طالت عددا من معتنقيها في بعض المحافظات خلال الفترة
الأخيرة، فالعامة في العراق تنظر إلى هؤلاء على أنهم من “أتباع الشيطان”،
وحتى أن بعض المسؤولين يصفونهم بأنهم “مصاصو دماء”.
ويقول رئيس اللجنة الامنية في المجلس المحلي لمنطقة الكاظمية علي الشمري
ان “مفارز الامن الوطني والشرطة المجتمعية في المنطقة ابلغتنا بقيام بعض
اتباع الايمو بامتصاص الدماء من معاصم بعضهم البعض”، ويتابع باهتمام بالغ
ويقول “هناك خشية لدى المجلس من امكانية تحول هؤلاء الى عبدة للشيطان”.
ويعتبر الشمري أن “ظاهرة الايمو هي ظاهرة أجنبية على المدينة المقدسة وغير اخلاقية”.
ويرفض بعض سكان العاصمة العراقية بغداد هذه الظاهرة ويرون أنها “لا
تنسجم مع تقاليد المجتمع”، ويقول حسين شاهر (30 سنة) إن المجتمع العراقي لم
يتطور بسبب انعزاله لفترة طويلة عن العالم ليقبل الايمو وما يرتديه أصحابه
من ملابس واكسسوارات غريبة”.
وينتقد حسين ملابس المنتمين للايمو بشدة، ويقول بلغة شعبية “صدك فضيحة
ملابسهم كلشي مبين البنطرون ضيق..”، ويتساءل “هاي وين تمشي في العراق”.
لكن محمد جمعة (35 سنة) يعيد الى الاذهان، نظرية المؤامرة من جديد،
ويعبر أن هذه “الظاهرة مدعومة من الغرب بهدف تخريب الشباب العراقي”.
ويقول جمعة ان الايمو ظاهرة انطوائية وتأثير الغرب فيها “واضح”، ويعتبر
انها تختلف مع عقائد وطبيعة المجتمع العراقي، ويشدد قائلا “نرفضها وتجب
إزالتها”.
لكن بالنسبة للباحثين في مجال علم الاجتماع فإن ظاهرة (الايمو) “تمثل
واقعا في الشارع العراقي وعلى الجميع قبولها ومعالجتها بالطرق الصحيحة وليس
عن طريق العنف”.
وتقول الباحثة حكمت حميد ان “انتشار الظاهرة جاء بسبب ميول الشباب
لتقليد الظواهر الغربية وقلة الوعي الديني والاجتماعي لديهم”، وتعتبر أن
تصريحات المسؤولين بشأن الظاهرة والحديث عن انهم مصاصو دماء اوغيرها من دون
فهم تفاصيل الظاهرة وابعادها ويعتبر خطأ كبيرا”.
وتلفت الباحثة إلى ان “هكذا تصريحات تشكل خطرا على حياة مقلدي هذه
الظاهرة وغيرها من الظواهر الغريبة وتهيج الشارع ضدهم وتدفع الجهات
المتطرفة إلى التهديد بقتلهم او قتلهم”، وتؤكد أن هؤلاء “لا يشكلون خطرا
على المجتمع بقدر ما يشكلون خطرا على انفسهم خصوصا اذا طبقوا طقوس الإيمو
المعمول بها عالميا”.
اعتقالات بين صفوف مرتدي الجيز وأصحاب التسريحات العصرية
وبالنسبة لبعض اعضاء البرلمان العراقي من المدافعين عن حقوق الأنسان فإن
قوات الأمن العراقية شأنها شأن الجماعات الدينية المتطرفة تقوم باضطهاد
الشباب واعتقالهم فقط لمجرد انهم يلبسون على الموضة أو لأن تسريحة شعرهم
غير اعتيادية.
وتقول النائبة المستقلة في مجلس النواب العراقي صفية السهيل إن “وزارة
الداخلية مطالبة بالكشف عن ملابسات عمليات قتل عدد من مقلدي ظاهرة (الايمو)
والجهات التي تقف وراءها”، وتشدد بالقول انه “ليس من حق احد ان يحاسب او
ينصب نفسه بديلا عن القانون للتعامل مع هذه القضية”.
وتعتبر السهيل أن الجهات المتشددة ليست وحدها المسؤولة عن اضطهاد الشباب
وتلفت إلى عناصر الأجهزة الأمنية ومنها الشرطة المجتمعية أخذوا “يعتقلون
طلبة من امام الكليات وفي الشوارع بتهمة تقليد الظاهرة أو بسبب شكلهم، او
ارتدائهم للجينز الامريكي أو قص شعرهم على الموضة الغربية”.
وتلفت السهيل إلى أن الجهات الأمنية تتبع مع هؤلاء أساليب كانت تتبعها
الجهات الأمنية “أيام النظام السابق”، وتوضح أن “الطلبة باتوا مرعوبين من
جراء سلوك الأجهزة الأمنية ويلفتون إلى أن تلك الأجهزة كلفت عددا من الطلبة
بإعداد تقارير عن زملائهم الذين يرتدون الجينز او لديهم تسريحات خاصة”.
وتعتبر النائبة وهي من الناشطات في حقوق الأنسان أن “ما يمارس حاليا
تجاه الشباب يأتي ضمن التضييق على الحقوق والحريات العامة من دون وجه حق”،
مطالبة “وزارة الداخلية بادخال منتسبيها بدورات مكثفة عن حقوق الانسان”.
وبحسب مختصين أتت كلمة إيمو “emo”من مصطلح “emotional” وهي كلمة تشير
إلى أن حاملها يتصف بشخصية حساسة أو عاطفية ويتسم بمشاعر متهيجة وحزينة
وانعزالية غالبا، وقد أخذت هذه الظاهرة في الانتشار بين الشباب المراهقين
في أعمار تتراوح ما بين 12-17 وهي جزء من مرحلة في حياة بعضهم ولكنها قد
تستمر بعد ذلك أيضا، وهي ليست ديانة ولا صلة لها بالشذوذ الجنسي أو إيذاء
النفس والقسوة معها.
الداخلية: هناك عمليات قتل لكنها جنائية وتحدث دائما
وتنفي وزارة الداخلية العراقية وجود عمليات قتل للمنتمين لظاهرة الايمو
خلال الايام الماضية، وتؤكد أن حالات القتل التي حصلت مؤخرا تدخل ضمن
“الحوادث الجنائية”.
ويقول وكيل وزارة الداخلية عدنان الاسدي ، إن “الوزارة لم تسجل أي حالات
قتل لمقلدي ظاهرة الايمو خلال الفترة الماضية”، ويؤكد أن “جميع حالات
القتل التي اشيع عنها في وسائل الاعلام كانت لأسباب ثأرية واجتماعية
وإجرامية تحدث دائماً”.
ويضيف الأسدي أن “قضية الايمو تم تضخيمها من قبل بعض الجهات واخذت اكثر
من طبيعتها”، مشيرة الى أن “هذه الايمو ظاهرة محدودة لدى بعض الشباب الذين
وقعوا تحت تأثير الموضات لكنها بعيدة عن اي تحركات ايدلوجية او عقائدية”.
ومع ذلك فإن الأسدي يحذر الجماعات الدينية المتطرفة من التجاوز على
الحريات العامة ويقول “لا يمكنها تنصيب نفسها حامية للاخلاف والشرائع
الدينية”.
ويحذر الأسدي في الوقت نفسه “جهات” من محاولة “استغلال هذه القضية
وتوظيفها بشكل سلبي لإيقاع الضرر على المجتمع العراقي ومحاولة تفكيك اللحمة
بين أبنائه”، ويؤكد ان وزارته “ستتخذ كافة الاجراءات القانونية بحق كل من
يحاول ان يروج لهذه الظاهرة ويخرجها عن إطارها”.
فتاة الإيمو: لا نعرف الشياطين وهناك محجبات بيننا
ووسط ما يثار عن الإيمو وما يتعرضون له فإن أتباع هذه الظاهرة يبدون غير
مكترثين، او هكذا أوحى لنا مصطفى حسين (20 سنة) الذي كان يجلس في أحد مقاهي
بغداد على مقعد بلاستيكي وهو يدخن الاركيلة وحيدا، بانتظار رفيقتيه في
الايمو شهد وكاترين، اللتين وصلتا بعد دقائق لتبدأ المصافحة الخاصة
بالطائفة.
فالبداية كانت سلاما بالارجل عبر ركلها ببعضها البعض ثم القيام ببعض
الحركات بالأيدي قبل تقبيل الوجه والجلوس، والكلام في مواضيع عدة لم نستطع
سماع اغلبها بسبب رفضهم الاستماع لاحاديثهم التي اكدوا ان بعضها يتعلق
بحياتهم وطقوسهم اليومية.
ويقول مصطفى ان ظاهرة الايمو ليست مثل باقي المعتقدات “فنحن لا نعبد
الشيطان ولسنا مصاصي دماء، كما يعتقد البعض في الشارع، بل نركز اهتمامنا
على الملابس والاكسسوارات والشكل الخارجي”، ويؤكد “لا نختلف عن الأشخاص
العاديين سوى بالملابس.”
ويضيف مصطفى ، “انجذابي للايمو بدأ منذ سنة وجاء لإعجابي بمظهرهم
الخارجي الذي يميزهم عن باقي الشباب”، ويتابع “وانا لا أهتم بالانتقادات
التي تواجهني في الشارع او في المنزل من قبل أسرتي”.
لكن رفيقتي مصطفى كانتا اكثر جرأة منه في التحذير من أن “أي اجبار لهما
على ترك الايمو سيعني انتحارهما” وراحتا تتحدثان بطلاقة عن طقوس الايمو.
وتقول شهد عبد الصاحب (18 سنة) وكانت تجلس قرب مصطفى، “نحن أناس عاديون
نتجمع في مجاميع تضم فتيات وفتيان لغرض الحديث عن مشاكلنا الخاصة”.
وتضيف شهد، “أهلي لم يرفضوا انضمامي لظاهرة الايمو قبل اكثر من عامين
ونصف إلا مؤخرا بعد ازدياد الحديث عنها في الشارع”، لكنها تشدد بالقول “أنا
سأنتحر اذا زادت الضغوط علي لترك ما أنا فيه”.
وترى فتاة الإيمو ان “غالبية المجتمع تفهم بشكل خاطىء ظاهرة الايمو
وينظرون الينا كعبدة للشيطان أو شياطين وهو أمر غير صحيح، فلا يوجد شيطان
في رأسنا”.
وتتدخل كاترين هاشم (17 سنة) في الحديث وتقاطع رفيقتها شهد لتقول “نعبر
عن انفسنا عن طريق الوحدة والعيش في جو حزين يتمثل بسماع الاغاني الحزينة”.
وتقول كاترين إنها كانت تفكر بالانتحار عندما عارضت اسرتها انتمائها
لهذه الظاهرة قبل ثلاث سنوات، وتؤكد بالقول “لانجلب الضرر الى المجتمع
ولسنا عبدة للشيطان كما ترى غالبية المجتمع”، ثم تنتفض لتتساءل بالعامية
“اكو محجبات معنا ويلسبن جميع اكسسوارات وملابس الايمو شلون نعبد
الشيطان؟”.
تجار ملابس: انها محاولة للتغطية على مشاكل البلاد
ويشاهد اتباع هذه الظاهرة في العاصمة بغداد خاصة في احياء الكرادة وشارع
فلسطين وغيرها من الاحياء الغنية في العاصمة، ويتبع مقلدو هذه الظاهرة نمطا
معينا في الحياة يتمثل بالاستماع لموسيقى معينة تنتمي لموسيقى الروك
وتسريحة شعر معينة وملابس سوداء، وسراويل ضيقة جدا أو فضفاضة جدا، وأغطية
المعصم، وهكذا فإن الظاهرة لا يمكن أن تكون ظاهرة إلا عن طريق الملابس
والاكسسوارات التي تميز مقلديها، وهو ما أدى إلى ظهور العديد من المحال
الخاصة ببيعها في مختلف مناطق بغداد، التي يؤكد اصحابها بطبيعة الحال أن
(الإيمو) لا تؤثر على المجتمع العراقي، بقدر ما يتأثر بها مقلديها.
ويقر احمد جاسم (35 سنة) وهو صاحب محل لبيع ملابس الايمو في منطقة
الكرادة بوجود بعض الممارسات لمقلدي الايمو مثل “ضرب الايدي بالشفرات او
الموس”، لكنه يؤكد أنها “محدودة”.
ويقول جاسم انه يلتقي مقلدي الايمو يوميا ولا يسمع منهم ان هناك عبادة
للشيطان أو أن لديهم معتقدا جديدا، ويتابع مؤكدا “نحن سنرفض هذه الظاهرة
اذا رأينا أنها أصبحت مضرة بالمجتمع العراقي”.
ويؤكد مرتضى عبد الكريم (40 سنة) وهو صاحب محل لبيع اكسسوارات الإيمو في
منطقة الكاظمية إن المقلدين للظاهرة في العراق “يلجئون الى الملابس فقط”،
ويضيف “هذا ما شاهدته من خلال تواجدهم في محلي بين الحين والآخر”.
ويستغرب عبد الكريم من الاعتقاد السائد بأن هؤلاء من عبدة الشيطان،
ويعلق ليقول باستهزاء “يبدو المسؤولين يحاولون تضخيم القضية للتغطية على
العديد من المشاكل في البلاد”.